اختارت الفنانة تمارة حبش الانتصار لنساء فلسطين في معرضها الأول «فلسطينية»، وهو عبارة عن مزج تركيبي ما بين وجوه نسوية لفنانات وإعلاميات وناشطات، ورسم بالحناء على وجوههن بعبارات تحمل شعراً لمحمود درويش، خرج بصور فوتوغرافية على طريقة «البورتريه» تبدو أقرب الى لوحات. والمعرض الشخصي الأول لحبش، يستضيفه «متحف محمود درويش»، ويتمحور حول فكرة استوحيت، كما أشارت حبش، من قصيدة محمود درويش «عاشق من فلسطين» التي يتغنى فيها بمحبوبته «فلسطين» بصفات عدة نقشتها خطوط الفنانين أحمد ثابت وحمزة أبو عياش ومحمد عمر، إضافة إلى تمارة حبش نفسها، على وجوه فلسطينيات هنّ في غالبيتهن في العقدين الثاني والثالث من العمر، صرنَ فلسطينيات «العينين والوشم، والأحلام والهم والكلمات والاسم والصوت والميلاد والموت»، ارتسمت على ملامح سمراء وبيضاء وشقراء وما بينها. تقول حبش إن سلسلة لوحات «فلسطينية» هي سلسلة بورتريه لنساء فلسطينيات تحمل كل منهن أبيات شعر من القصيدة الدرويشية بخط عربي على وجهها. وقالت: «من خلال الأبيات المخطوطة على الوجه أردت التعبير عن رؤيتي تجاه المرأة الفلسطينية كامرأة قوية وملهمة ومقاومة وجميلة وطموحة وجبّارة». وأضافت: «رسالتي عبر هذه اللوحات هي رسالة تحد وإصرار وقوة وصمود، فعلاوة على ما تضمنته اللوحات لهذه المعاني، فإن اتحاد النساء في إطار واحد من شعر درويش وحنّاء من أرض فلسطين، يعكس تلك الصورة الجمعية ذات الدلالات العميقة في مقاومة الكثير من التحديات السياسية وغيرها، فهنّ متحدات على رغم تمايز أعمارهن ومجالات أعمالهم... على رغم اختلافهن». وشددت الفنانة التي بدأت مصورة متخصصة في بورتريه حديثي الولادة وحفلات الزفاف، على أنها تعمدت وضع كلمة «فلسطينية» في لوحات المعرض بخط عريض وبارز على جبهات الوجوه النسوية، لإظهار فخر النساء بفلسطينيتهن كهوية ووطن وانتماء. وأضافت: «تتضمن هذه اللوحات رسالة دعم وتشجيع لنساء فلسطين خصوصاً والعالم العربي عموماً، فوراء وجه كل امرأة ممن شاركن في المعرض قصة نجاح تغلبت فيها الواحدة منهن على ظروف صعبة لتحقق ما هي عليه اليوم». ولفتت حبش إلى أن اعتماد الأسود والأبيض في لوحات «فلسطينية» مردّه الرغبة في التعبير عن القوة، والحدّة، والوضوح، علاوة على كون التصوير بهذين اللونين «يضفي جمالاً خاصاً في بورتريه الوجوه، خصوصاً للعينين، وهي من أبرز العناصر وأهمها في الصور التي التقطتها». ومن بين وجوه المعرض: الفنانة والكاتبة رائدة طه، ومنتجة الأفلام سهى حسين، والراقصة في فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية نور صادق، ورفيقتها في الفرقة سارة كواملة، والفنانة التشكيلية لينا قادري، والإعلامية تالا حلاوة، ومصممة الأزياء نتالي الطحان، والصحافية ملاك حسن، وراقصة الباليه شيرين زيادة، والفنانة مجد حجاج، وأخريات.