لندن، سنغافورة، طهران - رويترز - استقرت أسعار النفط للعقود الآجلة في التعاملات الآسيوية أمس بعد بيانات أظهرت نمواً اقتصادياً أقوى من المتوقع في الصين، على رغم جهود الحكومة لتهدئة النمو وكبح التضخم. ويعتبر النمو القوي في الصين إيجابياً للطلب على الوقود، لكنه قد يذكي مخاوف من أن تشدد بكين سياستها النقدية مرة أخرى بخطوات قد تبطئ الاستهلاك. ويلقى النفط دعماً إضافياً من استمرار القلق في شأن إمدادات الخام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تواصل القتال في ليبيا والاحتجاجات السياسية في المنطقة. وزاد سعر خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» للعقود تسليم أيار (مايو)، 10 سنتات، ليبلغ 122.10 دولار بعد تسجيل مكاسب وصلت إلى 57 سنتاً في وقت سابق، كما ارتفع الخام الأميركي الخفيف 18 سنتاً إلى 108.29 دولار للبرميل. إلى ذلك، قال محلل بارز في صناعة النقل البحري أول من أمس، إن صادرات أعضاء منظمة «أوبك» من النفط الخام، باستثناء أنغولا والإكوادور، ستبقى على حالها خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 30 من الشهر الجاري. وأفادت مؤسسة «أويل موفمنتس» الاستشارية البريطانية بأن صادرات النفط الخام المحمولة بحراً لأعضاء «أوبك» ستبقى خلال هذه الفترة، عند 22.83 مليون برميل يومياً في المتوسط، كما كانت في الأسابيع الأربعة المنتهية في الثاني من الشهر ذاته. وأضافت أنها المرة الأولى التي تبقى فيها صادرات «أوبك» مستقرة منذ 18 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي. واتفقت المنظمة على إبقاء سقف إنتاجها المستهدف من دون تغيير، كما فعلت منذ اتفاقها على خفوضات إنتاجية بلغت 4.2 مليون برميل يومياً في كانون الأول عام 2008، في محاولة لتحقيق استقرار الأسعار. ويرفع الكثير من أعضاء المنظمة، في شكل غير رسمي، الإنتاج منذ العام 2009 مع انتعاش الأسعار والطلب. ورأى وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي أمس، أن أسواق النفط ليست مرتفعة، ووصفها «بالطبيعية». وخلال مؤتمر للنفط والغاز في طهران قال: «السعر يعتمد على سوق النفط، وإذا أخذنا في الاعتبار الأسعار خلال السنوات الأربعين الماضية، نجد أن سعر اليوم منطقي». وشاركه الرأي رئيس شركة «النفط الوطنية الإيرانية» أحمد قلعة قائلاً: «نعتبر أن سعر 120 دولاراً للبرميل جيد بالنسبة لنا». وأشار مندوب إيران الدائم لدى «أوبك» محمد علي خطيبي إلى أن أسعار النفط سترتفع إذا تصاعدت التوترات في العالم العربي، مضيفاً أن قدرة «أوبك» محدودة، وهناك أساسات يمكن للمنظمة التحكم بها، في مقابل قضايا لا يمكن لأحد السيطرة عليها. وقال في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «أتوقع أن يرتفع الطلب على النفط مع انتعاش اليابان من آثار الزلزال وأمواج المد». ورداً على سؤال عن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى «أوبك»، أكد وجود بيانات مختلفة، مع اعتقاده بأنها تتراوح بين أربعة ملايين برميل يومياً وخمسة. وأظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز»، شمل مصارف وشركات استشارية وصناديق استثمار، أن الأعضاء الخليجيين في «أوبك» يملكون طاقة إنتاجية تبلغ نحو 3.2 مليون برميل يومياً.