يبدو أن مواسم الإجازات لا تمر من دون منغص تأخر الرحلات الذي بات عادة موسمية تصيب الرحلات الداخلية بالشلل لساعات وربما أيام في كل عامٍ مرة أو مرتين، لتتضافر معه عواصف الغبار التي عطلت الملاحة الجوية لساعات في اليومين الماضيين. وبينما لا تستغرق أطول رحلة داخلية في السعودية مدة ثلاث ساعات، تبقى الرحلة الأطول للمسافرين في الاستغراق لأيام اتصالاً واستعلاماً وحجزاً، الخطوط مشغولة في أغلب الأوقات، والانتظار هو سيد الموقف، والمحظوظ من يحوز تذكرة الإقلاع في لحظة مليئة بالفرح، إلا أن النهاية لن تكون سعيدة عند توسد جنبات المطار انتظاراً لرحلة، أو تجمعاً أمام مكتب موظف للسؤال عن سبب التأخير. العالقون في مطار الملك عبدالعزيز في جدة تذمروا كثيراً من تخلي الموظفين عن خدمتهم بعد الازدحام الشديد إثر تأخر رحلاتهم لساعات طويلة، في تكرارٍ لمشهد موسمي يتزاحم فيه البشر، وتتكوم الأمتعة في ساحات المطارات. وتشعل التساؤلات أصحابها حنقاً وغيظاً من تهرب موظفي المطار من الإجابة على أسئلتهم وحل مشكلاتهم، إلا أن طوفان أسئلة الدهشة والاستغراب تتوقف مجبرة عندما يغلق أحد الموظفين أو المشرفين المناوبين بابه في وجوههم. وما فاقم المشهد سوءًا ومأسوية هو افتراش المسافرين ممرات المطارات من دون إبلاغ مسبق من طريق رسائل نصية بتأخر الرحلات، وعدم إسكان المنتظرين أو صرف وجبات غذائية لهم. ويطالب المسافرون بعد أن تعرضوا للحظات عصيبة في انتظار وافتراش، لم تكن الأولى بعد الغبار الذي ملأ الرياض العام الماضي وتسبب بنفس المشكلة، باستحداث خططٍ بديلة لمعالجة مثل هذه المواقف، إما بإبلاغهم بتأخير رحلاتهم عبر رسائل نصية، أو من طريق وسائل الإعلام، ومضاعفة عدد الموظفين المكلفين بمتابعة رحلاتهم، وإيجاد حلول سريعة لتأخر الرحلات، وتخصيص فنادق للسكن.