في الوقت الذي نجحت فيه جهود وزارة الداخلية ولجنة الحج العليا في الحد من الافتراش في حج هذا العام واختفائه تماما في مواقع كثيرة، أصرت الخطوط السعودية على نقل صورة الافتراش إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة من خلال تأخر رحلات العودة أكثر من 12 ساعة لرحلات الحملات المحجوزة بالكامل وأكثر من ذلك للرحلات الأخرى. الصورة كما نقلها حجاج الداخل العائدون مخيفة للغاية ومخجلة إلى أبعد الحدود، ولا ألوم مصوري الصحف حينما لم يلتقطوا الصور المعبرة لهذا الافتراش لحجاج الداخل الذين افترشوا (بلاط) وممرات صالات المطار، لأن شيم المصورين وأخلاقياتهم منعتهم من التقاط صور لعائلات (نساء وبنات وأطفال ينامون على البلاطة حول رب الأسرة)، منعتهم من تصوير زوجة تتوسد ذراع زوجها والزوج يتوسد حذاءه، لكن إدارة الخطوط السعودية لم تسعفهم لمنع حدوث هذه الحالات غير الإنسانية، والتي لا تتناسب مع الجهود التي يبذلها هذا الوطن والمبالغ التي يصرفها والإمكانات التي يسخرها، والتي يبدو أنها لم تجد من يديرها. بعد أن عاد حجاج الداخل واستراحوا والتقطوا أنفاسهم واستعادوا نشاطهم أصبحت معاناتهم بسبب تأخير الرحلات وانتظارهم في المطار يوما كاملا وأكثر كابوسا يلاحقهم وهو حديث المجالس والمناسبات والسؤال واحد لماذا يحدث هذا؟! طائرات رحلات الحملات محجوزة بالكامل ومدفوعة الثمن مقدما، فلماذا لم تقلع في وقتها؟! والرحلات العادية هي الأخرى قام المسافرون عليها بكل واجباتهم من حجز وتأكيد وشراء تذاكر، فمن المسؤول عن بقائهم لعدة أيام ولماذا يحدث هذا وأين الخلل؟! أقول إن المعاناة إنسانية، لأن طوابير انتظار دورات المياه وصلت أكثر من مائة متر، ولأن النساء والأطفال والكبار وحتى الشباب واجهوا إحراجا بالغا في قضاء حاجاتهم الإنسانية، حتى في الحصول على الوجبات كان الانتظار والتلهف والتوسل لا يختلف عن حال كل الكوارث الإنسانية، وحقيقة استغرب أن هيئة وجمعية حقوق الإنسان لم تحرك ساكنا، غير أن الأخيرة تطرقت للمشكلة وصورت جانبا منها وحسب، أما الأولى فربما انشغلت بشأن العاملة المنزلية المعذبة عن آلاف المعذبين بسبب فوضى الخطوط السعودية. يقول أحد حجاج الداخل من الرتب العسكرية العليا والمركز الاجتماعي المرموق إن غياب الشفافية من قبل الخطوط السعودية وعدم مصارحتها المسافرين بأية معلومات عما يحدث وكم سيستمر التأخير فاقم المشكلة، فمن ضمن المتأخرين من بإمكانه استئجار فندق والبقاء حتى موعد إقلاع محدد ولو بعد أيام، ومنهم من يستطيع استئجار سيارة أو استدعاء (صالون) لنقله ونقل غيره معه كعمل خيري، إلا أننا بقينا نتفرج على حجاج الإمارات والكويت الذين أرسلت الطائرات من بلدانهم لحل مشكلتهم، بينما نحن ننتظر تحرك طائرات صرفت بلادنا الغالية أموالا لشرائها، لكنها لم تجد من يدير تحركها بفكر إداري واع ومخلص ومهتم أصلا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة