في الذكرى ال74 لاستقلال لبنان يقام اليوم عرض عسكري في قلب بيروت يحضره كل أركان الدولة. وعشية الذكرى وضع ممثلو رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري، أكاليل من الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال. وأقيمت احتفالات في المناطق ورفعت الأعلام واللافتات التي تؤكد أهمية الوحدة. وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق بعدما وضع إكليلاً باسم رئيس الجمهورية على ضريح الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء: «اليوم نضع إكليلا من الورد على بطل الاستقلال الثاني الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو بعملية استشهاده استطاع أن يعطي لبنان استقلالاً كبيراً ولفترة طويلة». وأضاف: «الأهم أنه في بلد مثل لبنان الاستقلال معركة دائمة لا تتوقف، واللبنانيون جاهزون دوماً وقادرون على تحقيق استقلالهم مهما بلغت الصعوبات». وعن رمزية العيد في ظل ما يحصل، قال: «هو تأكيد جديد لرمزية الاستقلال الثاني والتمسك به ومتابعة المسيرة». وحيا وزير الدفاع يعقوب الصراف «الجيش اللبناني، الذي أهدى اللبنانيين هذا العام أكبر إنجاز تمثل بدحر الإرهاب من بلادهم وتطهير الجرود من رجسهم». وقال: «لبنان يمر في مرحلة دقيقة تستدعي شبك الأيدي وتوحيد الصف والتضامن والوقوف خلف المؤسسة العسكرية الضمانة الأولى لاستقرارنا». وشدد النائب بطرس حرب على «أهمية تحرير الإرادة من الفساد والاستزلام والتبعية والجشع المادي». وطالب ب «ضرورة سحب العلم اللبناني من البازار الانتخابي والحزبي ليعود علماً لكل الناس». وأمل ب «أن تكون عودة الرئيس الحريري بداية حل الأزمة وليس انطلاقها»، داعياً إلى «التعقل». وغرّد النائب سمير الجسر عبر «تويتر» قائلاً: «في ذكرى الاستقلال علينا العبور من استقلال الدولة إلى دولة الاستقلال، التي من واجبها أن تحافظ على السيادة من خلال أحادية السلطة واحتكار السلاح الشرعي وإقامة العدل بين الناس وحفظ الحريات العامة». وأهاب النائب محمد الصفدي ب«جميع الأطراف وعي خطورة المرحلة والتعاون للخروج من الأزمة الحالية، ومنع تداخلها مع أزمات المنطقة». واعتبر أن «استكمال الاستقلال لا يكون إلا بتعميق الوحدة الوطنية وحمايتها». وأكد «ضرورة التهدئة السياسية ودعم الجيش والقوى الأمنية والإفادة من التفهم الفرنسي والدولي لأهمية الاستقرار في لبنان» داعياً إلى «أوسع حوار لبناني لاجتياز المرحلة الصعبة». وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر ، إلى أنّ «هذه المناسبة تمرّ ولبنان يمرّ بظروف صعبة وحساسة، نأمل باجتيازها بقوة رؤسائه والوحدة الوطنية، جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني وقوانا الأمنية». واستذكر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «رجال الاستقلال الذين ضحوا وحرروا وطنهم من الاحتلال»، داعياً إلى «المحافظة على منجزات الاستقلال». وأكد أن «العيد لا تكتمل الفرحة فيه إلا باستكمال قيام دولة المؤسسات التنفيذية والتشريعية ليبقى هذا الوطن كما يريده اللبنانيون سيداً عربياً حراً مستقلاً». واعتبر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ، أن «الاستقلال هو الروح الوطنية وما يجمعنا تحت شعار الوطنية هو أكثر بكثير مما نختلف عليه لمصلحة بلدنا، ولنا في قدرة مؤسسات الحكم على التفاهم والاتفاق ثقة يعزِزها المزيد من وعي التقاطعات المصيرية التي تضع لبناننا في ظرف عصيب». واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنها «مناسبة لتجديد ثقة اللبنانيين ببلدهم ولتأكيد ثباتهم وحرصهم المطلق على أن لبنان لن يخرج عن ثوابته الوطنية وسيبقى متماسكاً بالشراكة الفعلية بين اللبنانيين، وبثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، التي حررت الأرض، وحمت لبنان». وهنأ المجلس الأرثوذكسي «الجيش والوطن بعيد كل الشعب بكل طوائفه وشرائحه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب»، معتبراً أن «الجيش سيبقى رافعاً راية النصر ليبقى علم بلدنا يرفرف فوق كل جبالنا الشامخة». «التغيير والإصلاح»: عودة الحريري تفتح المسار الدستوري اعتبر أمين سر «تكتّل التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني إبراهيم كنعان أن عودة رئيس الحكومة سعد الحريري «وحدها تفتح المسار الدستوري من جديد وتفعّل عمل المؤسسات وتعيد إنتاج حركة سياسية لاستكمال ما كنا بدأناه». وشدد على أنه «مهما كانت خيارات كل الأطراف، فهذا الأمر كاف لاستعادة الثقة بكاملها لأن الثقة لم تُنتقص في ظل زخم الاتصالات التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون والموقف الوحدوي الوطني الذي التفّ حوله». ولفت إلى أن كل ذلك «لم يفقدنا الثقة بدولتنا ومؤسساتنا ولكن اليوم مع نجاح لبنان وأيضاً ديبلوماسيته بشكل خاص على المستوى الدولي أصبحنا قاب قوسين من استعادة نقاشنا السياسي حول كل الخيارات بشكل مستقل وديموقراطي وكلنا مدعوون إلى وضع إطار للمرحلة المقبلة». وأكد بعد اجتماع التكتل برئاسة الوزير جبران باسيل أمس «أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والتي أثبتت خلال هذه المرحلة أنها كانت الجسر الأساسي لعبور لبنان إلى مرحلة الحماية والاستقرار وتخطي الصعوبات». وجدد «المطالبة بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واحترام الإصلاحات المطروحة كافة في القانون»، منوهاً ب«الإنجاز الذي حققته وزارة الخارجية عبر فتح الباب أمام المغتربين للتسجيل للانتخابات». وطلب «تمديد المهلة». وشدد على أن «الحرية تنبع من الذات والاستقلال هو استقلالنا نحن أولاً كأشخاص، عبر أخذ قرارات من دون أن تكون مرتبطة ولا مرتهنة لا لمحتل ولا لوصي ولا لمحور». ودعا «الجميع في ذكرى الاستقلال إلى أن يقفوا إلى جانب جيشنا الذي هو عماد هذه السيادة الوطنية».