عززت الدول العربية من التصدي للممارسات الإرهابية الإيرانية في المنطقة، إذ دان البيان الختامي لمجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ الذي عُقد في القاهرة أول من أمس (الأحد)، على مستوى وزراء الخارجية لبحث التهديدات الإيرانية لدول المنطقة، بشدة إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية الموالية لإيران، الذي استهدف العاصمة الرياض، واعتبار ذلك عدواناً صارخاً ضد المملكة العربية السعودية، وتهديداً للأمن العربي. وترأس وفد المملكة خلاله وزير الخارجية عادل الجبير، حق المملكة العربية السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها، وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية. ودان المجلس جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في مملكة البحرين، وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحريني، واعتباره عملاً إرهابياً قامت به مجموعة مدعومة من إيران والحرس الثوري الإيراني. واستنكر ودان التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات، لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيسها جماعات إرهابية في البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي، ما يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقًا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي. وأكد مجلس جامعة الدول العربية، في قراره الختامي، دعم مملكة البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، للحفاظ على أمنها واستقرارها. ونوه المجلس بجهود الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، التي تمكنت من إحباط عدد من المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ تلك المخططات، والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي. ودان المجلس استمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وأيد الإجراءات والوسائل السلمية كافة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة، طبقاً للقانون الدولي. كما دان المجلس سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية، التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وأكد ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات، وتحديداً في دول الخليج العربية، ومطالبتها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، وبخاصة تدخلاتها في الشأن اليمني، والتوقف عن دعمها الميليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية، ومدها بالأسلحة وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن، وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلباً على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة في شكل عام، ويعتبر خرقاً واضحاً لقرار مجلس الأمن 2216. وحمّل المجلس حزب الله اللبناني الإرهابي، الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، وتأكيد ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي. واستنكر المجلس تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، مطالبًا الحكومة الإيرانية بالكف عن هذه التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وقرر المجلس حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران، التي تبث عبر الأقمار الصناعية العربية، باعتبارها تشكل تهديداً للأمن القومي العربي، من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، والطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ هذا القرار مع الجهات ذات الصلة. وكلف المجلس المجموعة العربية في نيويورك مخاطبة رئيس مجلس الأمن، لتوضيح الخروق الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231 في ما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية وما ينطوي عليه من طبيعة هجومية تقوض الادعاءات الإيرانية عن طبيعته الدفاعية، وما يمثله من تهديد داهم للأمن القومي العربي. كما كلف المجلس، المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن، لتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكات لقرار مجلس الأمن 2216؛ بتزويد الميليشيات الإرهابية في اليمن بالأسلحة، واعتبار إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه مدينة الرياض عدواناً من إيران وتهديداً للأمن والسلم القومي العربي والدولي، وإبلاغه ضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين. وقرر المجلس الاستمرار في إدراج بند التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية في مذكرة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية. وطلب المجلس من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقرير بالإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن إلى الدورة المقبلة للمجلس.