أحيا لبنان أمس الذكرى ال36 لاندلاع الحرب الأهلية التي بدأت في 13 نيسان (ابريل) 1975 وانتهت العام 1989 باتفاق الطائف. وككل عام يزداد حراك منظمات المجتمع المدني في الذكرى، محذرة من الاقتتال الأهلي، مقابل انحسار اهتمام الأحزاب والقوى السياسية بإحيائها، عدا تصريحات ونداءات وبيانات كبار المسؤولين في المناسبة، لا سيما رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. وشملت فعاليات إحياء الذكرى قيام مجموعة «الناشطون في حملة إسقاط النظام الطائفي» باستئجار حافلة ركاب ترمز الى «بوسطة عين الرمانة» الشهيرة التي كان إطلاق النار عليها وعلى ركابها شرارة انطلاقة الحرب، رفعت عليها لافتة كتب عليها «تنذكر ما تنعاد». وأقامت جمعية «فرح العطاء» وتجمع «وحدتنا خلاصنا» وغيرهما، احتفالاً عصر أمس على درج المتحف الوطني الذي يرمز الى انقسام العاصمة بيروت الى شطرين، بفعل الحرب، حضره رجال دين من الطوائف كافة وردد الجميع نداء السلام، وسط غابة من الأعلام اللبنانية. ونظمت الجمعيات احتفالاً عند نقطة تماس أخرى اشتهرت أيام الحرب هي كنيسة مار مخايل في الضاحية الجنوبية حيث لعب أطفال جرى تقسيمهم الى فريقين، كرة القدم. واعتبر الرئيس سليمان للمناسبة أن الذكرى هي للتبصر في ما حصل من انقسام واقتتال بين اللبنانيين، مؤكداً أن قيام الدولة يكون بالحوار تحت سقف الدستور، فيما شدد الحريري على أن العبرة من الذكرى هي ألا تتحول الى قاعدة «وذلك لن يكون بغير الالتزام بالدولة». ورأى الحريري أن «أي شراكة للدولة من أي جهة أو حزب أو طائفة تضع الجهة أو الحزب أو الطائفة في موقع الوصاية السياسية على كل اللبنانيين». ودعا الى «الكف عن جعل السلاح وسيلة للتخاطب وتنظيم قواعد الحوار بين اللبنانيين». ودعا ميقاتي الى «الاتعاظ من تجارب الماضي» لأن لا أحد قادراً على إلغاء أحد. وناشد القيادات «الإقدام بشجاعة على خطوات تقرّب بين اللبنانيين والتنازل لمصلحة الوطن لأن القرارات الشجاعة وجه من وجوه الصمود الوطني». ورأت قوى 14 آذار في بيان لها أنه «لم تكن للحرب الأهلية أن تقع لولا انتشار السلاح غير الشرعي وأن خطر الحرب ما زال قائماً ما دام هذا السلاح موجوداً». أما على صعيد أزمة انتقال اللبنانيين المقيمين في ساحل العاج، فقد وصلت الى بيروت أمس 3 طائرات نقلت 733 منهم، نتيجة الأوضاع الأمنية هناك. واشتكى كثيرون منهم من الفوضى في عمليات النقل وعدم إعطاء الأولوية للعائلات التي تضم أطفالاً ومسنين. ومساء أمس أجرى الحريري اتصالاً هاتفياً برئيس ساحل العاج الحسن وترة، هنأه خلاله على «انتهاء الأزمة التي كان تسبب بها الرئيس السابق لوران غباغبو لعدم اعترافه بخسارته في الانتخابات الرئاسية، وبعودة الأمور الى طبيعتها». كما شكره على الجهود التي بذلها إثر الاتصال الهاتفي الذي أجراه به من قبل، لمساعدة اللبنانيين في ساحل العاج وتسهيل إجراءات من كان يرغب منهم في المغادرة الى الخارج. وأكد الحريري للرئيس وترة حرصه على «استمرار العلاقات التاريخية الجدية بين البلدين، وعلى الدور البنّاء الذي تلعبه الجالية اللبنانية في ساحل العاج». من جهة ثانية، تابع كبار المسؤولين أمس الأنباء الواردة الى وزارة الخارجية عن ترحيل 19 لبنانياً من البحرين، من العاملين هناك، على أن تجرى قريباً اتصالات مع السلطات في المنامة لاستجلاء الأسباب وما يتردد عن نية ترحيل آخرين. وواصل «حزب الله» أمس دفاعه عن إيران بعد الانتقادات التي وجهها إليها الحريري فقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مساء أمس إن إيران «أعطت (في لبنان) ولم تأخذ لم تتطلب شيئاً... فكانت مع المقاومة في لبنان وسورية وفلسطين». وقال: «إنها صديقة للبنان باعتراف الجميع من دون استثناء إلا إذا ادعى البعض أنه كان ينافق في مرحلة من المراحل فهذه إساءة إليه وليست لإيران». واعتبر أن «هذا الهجوم مبرره كي لا يلتفت الناس الى أن هناك أموالاً دفعت في لبنان بشكل طائل لكنها كانت أموال فتنة وإثارة اللبنانيين على بعضهم».