حاولت مراراً وتكراراً أن أبحث عن اسم بديل لفئة ظاهرها وباطنها متساوٍ في الحنين والحب والإنسانية ونظرات التفاؤل، بحثت وفكرت وعصرت العقل قدر الإمكان عن حب خالص وقناعة تامة على المستوى الأول بأنها فئة مغايرة روحاً ومضموناً، وفي المستوى الثاني كون منزلي البسيط المتواضع يضم أخاً صغيراً من هذه الفئة يعلمني كلما التقيته فن الابتسامة الطاهرة البريئة، وقداسة المشاعر الدافئة الرقيقة، يرتقى بنا – كأسرة - لأنه الأجمل والأنقى، ويضيف لي كل لقاء جديداً باهراً، ويشعرني ماذا تعني الطيبةّ ويشجعني لحظة ما أتراجع للوراء وهو الصغير جسماً وسناً عن المندهش الكبير، كان يسألني بشجاعة لماذا يطلقون علينا ذوي الاحتياجات الخاصة؟ فأهرب سريعاً لنقاش مختلف عن طموحاته ورغباته وكيف له أن يحضرها هنا على أرض الواقع، فيبتسم لأنه فَهِمَ سرعة الهروب، أذهب بعده للتفكير رغبة في أن أعود صباحاً جديداً للتفاؤل بوجهه ومعي اسم أنيق تحتضنه أسماعه كوقود حقيقي للانطلاق، لا أن تستقبله الأعين المجاورة بدوائر تفكير وخطوط سرحان متقطع في القادم، أخي صورة بسيطة مصغرة منزوية ليست طبق الأصل، فهناك من يجاوره في الفئة وتجاوزه إلى لوحات الشرف ومنصات التتويج، لكنهم حازوا جميعاً في القلوب العظيمة على أعلى درجات الحب. فكرت في الاسم مجدداً، ولم أصل مع تقديري لما بذله عقلي من جهد إلى ما يقنع، ليأتي الأنيق رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الأمير سلطان بن سلمان مطالباً بإطلاق صفة «ذوي القدرات الخاصة» بدلاً من صفة «ذوي الاحتياجات الخاصة»، وهو اسم لن يأتي أفضل منه ليحرك المشاعر الداخلية لهؤلاء العمالقة، التي تحتاج فقط احتضاناً مغايراً وتقديراً لما هم أهل له، تفوق الأب الروحي لهذه الفئة في المطالبة والانتقاء والاختيار لأنه تجاوز الجميع في مساحة التفكير أولاً من خلال المعايشة والاحتواء والالتصاق عن قرب وحمل همهم بشكل يومي، ومن ثم لأنه أشرك مع العقل قلباً مختلفاً وهو العارف المتأكد أن بيننا من هو مكتمل الأعضاء والحواس والاحتياجات لم ولن يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء العظماء الذين تعلموا من الحياة كل شيء جميل فيما تركوا الآخرين يتصارعون على نقاط الظل، وهنا وضح له الفارق حين يشاهد مختلف الفئات فيتأكد بالبرهان القاطع والمشاهدة اليومية أن الفارق الوحيد الجوهري كان في القدرات التي تحضر بالرغبة الصارمة والحضور المدهش وتختفي بالمزاج والاكتفاء الذاتي. بيننا من ذوي القدرات الخاصة من استطاع التغلب على الإعاقة وسجل حضوراً مختلفاً لا يشبهه فيه أحد، وأشعر الكل أن مكتملي الأعضاء والحواس بحاجة إلى احتياجات خاصة وجرعات متقطعة لإثارة القدرات الكامنة التي حصرناها في العضلات ولي الذراع، ذوي القدرات الخاصة محتاجون فقط لما يعينهم على الإبداع وصقل مواهب مختفية وظاهرة، لأن فينا من لا يزال ينظر إليهم بنصف قلب، ولن أقل بنصف عين! الأنيق وصاحب القلب الرحيم «سلطان بن سلمان» ها نحن معك يداً بيد أن يكونوا «ذوي القدرات الخاصة» ليقترب منهم المجتمع - ذو الاحتياجات الخاصة - الذي يبعد عنهم مساحات شاسعة من الإنسانية والاحتضان والاستماع، لنكتب المسمى من اليوم ونظهره على صدورهم بعد أن نضع مسماهم القديم على جباهنا! [email protected]