دمشق، عمان، نيقوسيا، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلنت جماعة «اعلان دمشق» المعنية بحقوق الانسان في سورية مقتل 200 وإصابة المئات وعدد مماثل من الاعتقالات خلال الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ نحو شهر. واعتقلت السلطات السورية الأمين العام الاول ل»حزب الشعب الديموقراطي» السوري غياث عيون السود بعدما اعتقلت الأحد الصحافي فايز سارة. وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ان قوات الامن السورية منعت المتظاهرين من الوصول الى المستشفيات كما منعت الطواقم الطبية في مدينتين على الاقل من الوصول لمعالجة الجرحى من المتظاهرين الاسبوع الماضي، كما ذكرت ان بعض المتظاهرين في درعا استولوا على اسلحة من نقطة تفتيش مهجورة للجيش واطلقوا النار على قوى الامن ما أدى الى مقتل أكثر من 12 منهم وأشعلوا النار في سيارتين تابعتين للجيش وقوى الامن. وذكرت جماعة «إعلان دمشق» في رسالة الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان الاحتجاجات في سورية أدت الى مقتل 200 وإصابة المئات المصابين وعدد مماثل من الاعتقالات. وطلبت الرسالة من الجامعة العربية فرض عقوبات سياسية وديبلوماسية واقتصادية على النظام السوري. الى ذلك، ذكر المحامي خليل معتوق رئيس «المركز السوري للدفاع عن حرية الرأي» ان «عناصر من الاجهزة الامنية اعتقلت الثلثاء الامين العام الاول لحزب الشعب الديموقراطي السوري غياث عيون السود بينما كان خارجاً من منزله في صحنايا (ريف دمشق، 15 كلم جنوبدمشق) لشراء حاجيات واقتادته الى جهة مجهولة من دون ان تبين سبب الاعتقال». واضاف معتوق ان «السود معتقل سابق، حيث كان اعتقل لانتمائه الى هذا الحزب المحظور من 1983 ولغاية 1992». وكانت السلطات السورية أعادت الأحد اعتقال فايز سارة الصحافي الذي سجن لمدة عامين ونصف عام مع 11 من اعضاء «اعلان دمشق» وأطلق سراحه في 2010 . وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ان المنع «غير الانساني» و»غير المشروع» لوصول الطواقم الطبية حصل في مدينة درعا (جنوب) وحرستا اللتين شهدتا موجة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت سارة لي ويتسون مديرة «هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط» ان «منع الناس من العناية الطبية اللازمة يسبب معاناة خطيرة او حتى اذى لا يمكن اصلاحه». واضافت ان «منع الناس المصابين من علاج طبي ضروري او يمكن ان ينقذ حياتهم امر غير انساني وغير شرعي». وحضّت السلطات السورية على السماح للمحتجين الجرحى بتلقي العلاج الطبي ووقف الاستخدام غير المبرر للقوة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة. وأوضحت المنظمة انها استقت معلوماتها من أطباء وكذلك متظاهرين مصابين واقربائهم في درعا وحرستا ودوما. واضافت ان 28 شخصاً قتلوا في المدن الثلاث الجمعة حين اطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين. وذكر شهود في درعا ان آلاف المتظاهرين كانوا يسيرون بعد صلاة الجمعة حاملين اغصان الزيتون. وحين اقتربوا من حاجز لعناصر من قوات الامن تلقوا اوامر بالتوقف. ثم اطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي فيما فتح قناصة نيرانهم من على اسطح المباني كما قال الشهود. ونقلت المنظمة عن شهود قولهم ان قوات الامن لم تسمح لسيارات الاسعاف بالاقتراب من الطريق لنقل المصابين وواصلت اطلاق النار حين حاول متظاهرون آخرون نقل الجرحى. وفي اليوم نفسه في حرستا، قالت «هيومن رايتس ووتش» ان نحو الفي متظاهر غادروا المسجد الرئيسي بعد صلاة الجمعة حاملين اغصان الزيتون ايضاً. وقال متظاهرون انهم قوبلوا بمجموعة كبرى من قوات الامن تغلق الطريق، وتبادل الطرفان رشق الحجارة. واضافوا ان رجالاً باللباس المدني قدموا فجأة من شارع فرعي وأطلقوا النار برشاشات «كلاشنيكوف» من دون سابق انذار. وقال طبيبان للمنظمة ان كلاً منهما عالج اربعة مصابين من المتظاهرين في حرستا. واضافا انه كان من المتعذر نقل المصابين الى المستشفى لانها كانت مطوقة من قبل قوات الامن. وذكر اثنان من المحتجين «هيومان رايتس ووتش» ان بعض المتظاهرين استولوا على أسلحة من نقطة تفتيش مهجورة للجيش واطلقوا النار على قوى الامن ما ادى الى مقتل أكثر من 12 منهم وأشعلوا النار في سيارتين تابعتين للجيش وقوى الامن. يذكر ان التلفزيون السوري بث يوم الجمعة لقطات لمسلحين ملثمين بملابس مدنية وهم يطلقون الرصاص من خلف جدار في درعا. وقالت السلطات ان «مجموعات مسلحة» قتلت 19 شخصاً في درعا يومها.