افاد شهود عيان بان قوات سورية داهمت أمس قرية البيضا، جنوب شرقي بانياس، والتي تعرضت الى إطلاق نار كثيف من قوات الامن ومسلحين. فيما ترددت رواية تتحدث عن رد مسلح من الاهالي، وربما مواجهة مسلحة مع قوات الامن. وشدد الجيش السوري الحصار حول هذه المدينة الساحلية، إثر تعرض وحدة عسكرية قربها الى مكمن مسلح الأحد أسفر عن مقتل 9 عسكريين. ودان البيت الابيض القمع «المشين» للتظاهرات في سورية، وجدد دعوته للرئيس بشار الاسد الى احترام «حقوق السوريين»، فيما نصحت بريطانيا رعاياها بعدم التوجه الى سورية، نظراً الى تدهور الوضع الامني فيها. وقال جاي كارني الناطق باسم الرئيس باراك اوباما «اننا قلقون جداً من معلومات مفادها بان جرحى سوريين اصيبوا على يدي حكومتهم ولا يحصلون على العلاج». واضاف في بيان «ان تصعيد الحكومة السورية للقمع مثير للاشمئزاز، والولايات المتحدة تدين بشدة محاولات قمع المتظاهرين المسالمين». وقال ان «على الرئيس الاسد والحكومة السورية احترام حقوق السوريين الذين يطالبون بأبسط الحريات التي حرموا منها». وحذرت الخارجية البريطانية في بيان البريطانيين «من اي سفر غير ضروري الى سورية». وقالت: «نوصي المواطنين البريطانيين الموجودين في هذا البلد بتوخي الحذر والبقاء على درجة عالية من التيقظ خصوصاً في الاماكن العامة وعلى الطرقات، وتفادي التظاهرات الحاشدة». وكانت جماعة «اعلان دمشق» المعنية بحقوق الانسان في سورية أعلنت مقتل 200 وإصابة المئات وعدد مماثل من الاعتقالات خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو شهر، فيما انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» منع قوات الامن السورية المتظاهرين الجرحى من الوصول الى المستشفيات ومنع الطواقم الطبية من الوصول الى الجرحى من المتظاهرين لمعالجتهم. كما ذكرت ان بعض المتظاهرين في درعا استولوا على اسلحة من نقطة تفتيش مهجورة للجيش، واطلقوا النار على قوى الامن ما أدى الى مقتل أكثر من 12 منهم وأشعلوا النار في سيارتين تابعتين للجيش وقوى الامن. وعن الوضع الميداني، قال احد الشهود في قرية البيضا ان «عربات مصفحة دخلت القرية التي تتعرض لهجوم بالرشاشات في شكل عشوائي من قوى الامن والشبيحة»، في اشارة الى مسلحين مدنيين يستهدفون المتظاهرين. وذكر ناشط ان بعض سكان البيضا يملكون أسلحة، ملمحا الى حصول مواجهة مسلحة، ومشيراً الى ان «سيارات الاسعاف تحاول دخول البيضا، فهناك مصابون». ورجح ناشط حقوقي «ان يكون سبب الهجوم نية السلطات اعتقال انس الشهري المتحدر من البيضا» مع معاونين له، والذي يعتبر احد ابرز قادة الاحتجاجات في بانياس التي شهدت الاحد يوماً دامياً قتل خلاله 4 محتجين برصاص قوات الأمن، فيما تعرضت وحدة تابعة للجيش لمكمن مسلح ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة العديد من الجنود بجروح. ودانت 6 منظمات حقوقية سورية «بأقوى العبارات الاعتداء الآثم» الذي استهدف الجيش السوري وطالبت السلطات السورية «بالكشف عن هوية هذه الجماعات المسلحة وتقديمها إلى القضاء المختص مهما كان انتماؤها ومرجعيتها». واعتقلت السلطات السورية أمس الأمين العام الاول ل»حزب الشعب الديموقراطي» السوري غياث عيون السود بعدما اعتقلت الأحد الصحافي فايز سارة.