استعان الإنسان، للأسف، بالفيروسات على اختلاف أنواعها، في السفك والقتل، وذلك من خلال نشر الأنواع الضارة منها في معاقل الأعداء والجماعات المقاتلة. ويعتبر فيروس الجدري من أشهر الفيروسات الممرضة المستعملة في القتل، فبريطانيا تعمدت نشر فيروس الجدري في حربها ضد الهنود الحمر في أميركا عام 1763. واستخدمت فرنسا الفيروس نفسه في غزوها الأراضي الكندية. وفيروس الجدري سلاح قاتل وفعال يتم اللجوء إليه لأنه يملك ميزات عدة، منها سهولة زرعه في المختبر، وإمكانية إنتاجه بكميات كبيرة في وقت قياسي قصير، إضافة إلى سهولة انتشاره، وقدرته الفائقة على العدوى، فغرام واحد من اللقاح الذي يحتوي على أجزاء نشطة من الفيروس يتم رشه في الهواء يستطيع أن يعدي مئات الأشخاص الذين يستطيعون بدورهم أن ينثرونه في كل مكان يذهبون إليه، وهكذا دواليك إلى درجة يمكن أن يصيب مئات ملايين الأشخاص.