وجد بحث علمي حديث أن لقاح "فاكسينيا" المستخدم للتطعيم ضد الجدري أثبت فعاليته في تعزيز مقاومة الجسم لفيروس نقص المناعة المكتسب. وشدد العلماء من جامعتي كاليفورنيا بلوس أنجلوس، وجورج ماسون بفيرجينيا، على أن النتائج مازالت مبدئية وبحاجة للمزيد من الدراسات. وقال د. ريموند وينستاين، من جامعة جورج ماسون: "هناك تفسيرات عدة مقترحة للإنتشار السريع لفيروس مرض المناعة المكتسب في إفريقيا، وهذا يشمل الحرب، وإعادة استخدام الإبر غير المعقمة وتلوث الدفعات الأولى من لقاح شلل الأطفال." وأضاف قائلاً: "كافة هذه النظريات إما أبطلت أو أنها لا تفسر بما فيه الكفاية سلوك انتشار فيروس نقص المناعة البشرية." ولحظ معدو الدراسة أنه جرى التوقف تدريجياً عن استخدام لقاح الجدري خلال الفترة الخمسينيات والسبعينيات، وذلك بعد نجاح الجهود الدولية للقضاء على المرض. وبدأ فيروس مرض نقص المناعة المكتسب في الانتشار سريعاً، تقريباً، في نفس الإطار الزمني. وقال الباحثون، إن الدراسة التي نشرت دورية "بي. ام. سي. لعلوم المناعة" بنيت على ملاحظات مسجلة عن بدء الانتشار السريع لفيروس المرض في المناطق الإفريقية الوسطى، حيث تم استئصال الجدري، ووقف التطعيم للحماية من المرض. ووجد الخبراء بعد تحليل عينات دم سحبت من عشرة أشخاص، تلقوا لقاح الجدري سابقا، وعشرة آخرين لم يتلقوه، ثم تعريضها لفيروس الإيدز، أن هذا الفيروس لم يستمر في النمو، أو أنه كان بطيئا جدا في دماء الأشخاص المطعّمين ضد الجدري. وتقول نظرية فريق البحث أن لقاح الجدري ربما يؤدي لتغيرات طويلة المدى في جهاز المناعة الذي يحمي من العدوى بالفسيروي. وأردف وينشتاين بالقول: ولئن كانت هذه النتائج مثيرة جدا للاهتمام ، ونأمل أن تؤدي إلى سلاح جديد ضد وباء فيروس نقص المناعة البشرية ، غير أنها أولية للغاية ، والوقت مبكر للغاية للتوصية باستخدام العقار لمكافحة الفيروس." ويتوقع أن يكون "فيروس نقص المناعة البشري" أو مرض الأيدز، القاتل الأول للنساء السود اللواتي تتراوح أعمارهن بين سن 25 إلى 34 في الولاياتالمتحدة. ويشار إلى أن HIV هو الفيروس الذي يضعف جهاز المناعة ويؤدي في النهاية إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب "الأيدز AIDS".