ارتفعت أسواق النفط أمس، مع تفوق أثر التوقعات بتمديد «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) لخفوضات الإنتاج خلال اجتماع سيعقد نهاية الشهر الجاري، على أثر زيادة المخزون وإنتاج الخام في الولاياتالمتحدة. وصعد خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 19 سنتاً، أو ما يعادل 0.3 في المئة، مقارنة بسعر التسوية السابقة إلى 62.06 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ستة سنتات مقارنة بالتسوية السابقة إلى 55.39 دولار للبرميل. وأكد تجار أن ذلك حصل بفضل الجهود التي تقودها «أوبك» لخفض الإنتاج بهدف تقليص الفارق بين العرض والطلب ومن ثم رفع الأسعار. وارتفع مخزون الخام الأميركي للأسبوع الثاني على التوالي 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من الشهر الجاري ليصل إلى 459 مليون برميل وفقاً لما أكدته «إدارة معلومات الطاقة الأميركية» أول من أمس. وسجل إنتاج الخام في الولاياتالمتحدة مستوى قياسياً بلغ 9.65 مليون برميل يومياً، ما يعني أن الإنتاج ارتفع نحو 15 في المئة منذ أحدث مستويات متدنية سجلها في الآونة الأخيرة وبالتحديد في منتصف 2016. إلى ذلك، قال مدير «وكالة الطاقة الدولية» فاتح بيرول خلال مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ في بون في ألمانيا أمس، إن «الوكالة تتوقع عودة أسواق النفط إلى توازنها العام المقبل» إذا ظل الطلب على النفط «تقريباً» عند مستوياته المرتفعة حالياً وإذا واصلت أوبك والمنتجون من خارجها خفض إمداداتهم النفطية، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة ستصبح في الأجل الطويل «القائد من دون منازع في إنتاج النفط والغاز حول العالم». في سياق منفصل، تعتزم «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا والتابعة للدولة، فتح مكتب مشتريات في الولاياتالمتحدة هو أول منشأة دولية لها منذ انتفاضة 2011 التي تركت البلد في حالة من الفوضى، بهدف توسيع دائرة الموردين وإقناع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعم قطاع النفط في البلد. وأشار رئيس مجلس إدارتها مصطفى صنع الله، الى إن المؤسسة وشركاءها سينفقون نحو 20 بليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لاستعادة الإنتاج الذي تضرر نتيجة الانقسامات السياسية في البلد.