أثارت قبلة صغيرة في مهرجان «كان» عواصف في إيران. فبعد صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشددة ها هو معاون وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران ينتقد «قبلة» الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي، المشاركة كعضو في لجنة التحكيم الرسمية في «كان»، لرئيس المهرجان خلال حفل الافتتاح. حسين نوش آبادي، وبعد أيام من انتقاد الصحيفة» لسلوك» حاتمي، صرح للإذاعة والتلفزيون الإيراني بأن تصرف الممثلة «غير مناسب». وكانت ليلى حاتمي قد حيّت يوم افتتاح مهرجان كان رئيسه جيل جاكوب بتقبيله على الوجنتين. هذا ما هو متداول بين المعارف في فرنسا، لكن في إيران... فإن ذلك «لا يتفق مع اعتقادات دينية» بحسب معاون الوزير. مذكّراً بهذا الخصوص بأن هؤلاء «اللواتي يشاركن في تظاهرات دولية يجب عليهن الأخذ في الاعتبار مصداقية وعفة الإيرانيات كي لا يبدين صورة سيئة عنهن». وأضاف في حديثه للإذاعة والتلفزيون الإيراني: «سواء أكانت فنانة أم لا فالمرأة الإيرانية هي رمز العفة والبراءة وسلوك كهذا (الذي حدث) مؤخراً غير مناسب في مهرجان كان ولا يتوافق مع مبادئنا الإسلامية». كما أكدّ على وجوب احترام الشخصيات التي تحضر مناسبات ثقافية خارج البلاد لثقافة الأمة ولاعتقادات إيران. وكانت صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشددة قد أبدت تحفظها الشديد على تصرف الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي التي هي بمثابة «سفير ثقافي لإيران» كونها لم تحفظ «مكانة إيران» خلال مشاركتها في مهرجان «كان». وكتبت الجريدة متأسفة: «السيدة حاتمي قد فشلت، للأسف، في الحفاظ على التقاليد الإيرانية»، هذا مع أن الممثلة ذاتها، ودائماً بحسب الصحيفة، قد انتهت لتوها من تأدية دور في فيلم ديني عن الصلاة. ولم تنس الجريدة الإشارة إلى تكرار مثل هذه الأفعال فهذه «ليست المرة الأولى التي لا يحترم فيها سينمائيو إيران آداب وتقاليد الوطن خلال المشاركة في مهرجانات غربية»، مذكرة بهذا الصدد ما حصل العام الماضي في المهرجان نفسه مع المخرج الإيراني أصغر فرهادي. فحين إعلان فوز الممثلة الفرنسية بيرنيس بيجو في «كان» بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الماضي» لفرهادي، قامت بما يقوم به الفائزون في العادة، وقبلت المخرج، ما أثار حملة انتقادات ضد صاحب «انفصال» في بلده. هذا الجدل المتزايد حول قبلة ليلى حاتمي، دعا رئيس مهرجان «كان» جيل جاكوب (مواليد 1930) إلى التعبير في تغريدة على تويتر: «أنا من قبّل السيدة حاتمي. في تلك اللحظة كانت تمثّل بالنسبة لي السينما الإيرانية»، مؤكداً بأن هذا «الجدل القائم بسبب تقليد متّبع في الغرب (اعتماد التقبيل كتحية) إذاً ليس له أن يكون». تعتبر ليلى حاتمي (مواليد طهران 1961) من أشهر الممثلات في إيران، وتحظى بشعبية واسعة وتمثل أدواراً متنوعة في السينما وعديد منها يركّز على قيمة الإيمان في الحياة اليومية، وهي من عائلة فنية، فوالدها المخرج الراحل الكبير علي حاتمي ووالدتها زارى خوش كما كانت ممثلة شهيرة قبل الثورة الإيرانية. عملت حاتمي مع كبار المخرجين في بلدها وأولهم داريوش مهرجويي الذي يقدره الإيرانيون ويعتبرونه من أفضل مخرجيهم، وكان فيلم «ليلى» (1998) لهذا المخرج قد دفع بها نحو الصفوف الأولى في إيران. أما فيلم «انفصال» الذي حققه أصغر فرهادي منذ ثلاثة أعوام فقد أوصلها للشهرة العالمية مع نيله جائزة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار عام 2012.