دمشق - أ ف ب - شهدت مدينة بانياس الساحلية السورية أمس يوماً دامياً بعد ان اطلق رجال الامن النار على محتجين ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل وجرح 22 آخرين، في وقت لا يزال التوتر شديداً في البلاد بعد يومين على تظاهرات اوقعت 26 قتيلاً في درعا (جنوب). من جهة اخرى تعرضت وحدة تابعة للجيش لكمين مسلح على طريق قرب بانياس ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة عدة جنود بجروح. وفي بانياس افاد ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه وشهود ان "قوات الامن اطلقت النار ظهر أمس على محيط جامع الرحمن في اطراف بانياس ما اسفر عن اربعة قتلى و17 جريحاً على الاقل". واشار الى ان الجامع "كان مركز موجة الاحتجاجات في المدينة". وقال احد الشهود مساء أمس "انها مجزرة حقيقية، ان القناصة يطلقون النار بهدف القتل" مضيفاً: "ان عناصر من الجيش وقوات الامن تحاصر المدينة من كل صوب ويطلقون النار بدون توقف منذ عدة ساعات". وقال استاذ جامعي ان الرئيس السوري "بشار الاسد يوجه لنا رسالة: من يجرؤ على المطالبة بالحرية عقابه الموت". وقال شاهد عيان ان "قوات الامن السورية اطلقت النار على تجمع لاشخاص في محيط جامع الرحمن الواقع في منطقة راس النبع على اطراف مدينة بانياس". وكان شاهد عيان افاد في وقت سابق "ان خمسة اشخاص جرحوا فجر أمس في مدينة بانياس عندما اطلق رجال امن النار عليهم امام مسجد ابو بكر الصديق". وذكر الشاهد ان "سبع سيارات تابعة لقوات الامن وقفت امام جامع ابو بكر الصديق في بانياس عند موعد صلاة الفجر أمس واطلق الموجودون فيها النار على المسجد". واضاف ان "خمسة اشخاص اصيبوا بجروح كان احدهم داخل المسجد واربعة في محيطه". وتابع ان مطلقي النار تمكنوا من الفرار بعد ذلك "الا اننا تمكنا من الاستيلاء على سيارتين والتقاط ارقام لوحات السيارات الاخرى" بحسب الشاهد الذي اشار الى "ان مطلقي النار هم من "بلطجية" النظام ونحن نعرف اسماءهم". وروى الشاهد ايضاً ان "الاحداث بدأت مساء السبت عندما قام السكان بتظاهرة سلمية واطلقوا هتافات تنادي بسقوط النظام، واتفقوا على الصعود الى اسطح المنازل عند الساعة والدعوة بصوت واحد الى اسقاط النظام". ولفت الى "ان السكان قاموا بتشكيل لجان شعبية واقاموا حواجز لحماية احيائهم تحسباً لأي هجوم من مؤيدي النظام". من جهة اخرى اعلنت وكالة سانا أمس "ارتفع عدد شهداء الكمين المسلح الى تسعة عسكريين بينهم ضابطان زائد عشرات الجرحى وذلك بسبب اطلاق النار من المجموعة المسلحة على سيارات الاسعاف ومنعها من الوصول الى الجرحى واسعافهم". وكانت سانا نقلت في وقت سابق عن مصدر مسؤول قوله "تعرضت وحدة من الجيش كانت تتحرك على طريق عام اللاذقية طرطوس فى منطقة بانياس (280 كلم شمال غرب دمشق) لكمين نصبته مجموعة مسلحة (...) ما ادى الى استشهاد ضابط واصابة ضابط آخر حاله حرجة بالاضافة الى اصابة عدد من عناصر الوحدة".