انتقلت امس الاحداث الدامية في سورية الى مدينة بانياس الساحلية حيث افاد شهود بان 4 اشخاص قتلوا 4 وأصيب نحو 20 آخرين في اطلاق نار على متظاهرين، فيما أعلن مصدر رسمي مقتل ضابط واصابة آخر بجروح في كمين مسلح تعرضت له وحدة من القوات المسلحة على طريق عام قرب بانياس. ويأتي ذلك فيما قال الرئيس بشار الأسد أمس إن سورية «ماضية في طريق الإصلاح الشامل ومنفتحة على الإفادة من خبرات الدول الأوروبية وتجاربها»، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف الذي بحث معه «التطورات الجارية في المنطقة وخصوصاً الأحداث التي تشهدها سورية». في موازاة ذلك، ذكر بيان للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاسد ابلغه، خلال اتصال بينهما، «عزمه على إجراء تحقيق» في سقوط متظاهرين سلميين. وأعرب بان، خلال الاتصال، عن قلقه من استخدام العنف. وعن التطورات في بانياس، قال ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس» إن «قوات الامن اطلقت النار على محيط جامع الرحمن، ما اسفر عن اربعة قتلى و20 جريحا على الاقل»، لافتا الى «ان القتلى والجرحى موجودون في مشفى الجمعية في وسط المدينة». وأضاف: «ان منابر الجوامع تناشد الاطباء التوجه الى مشفى الجمعية ليصار الى اسعاف الجرحى الا ان الناس تمتنع عن الخروج خشية الاصابة». وأكد شهود آخرون «وقوع ثلاثة قتلى و12 جريحا»، وأضاف احدهم: « ان القناصة يطلقون النار بهدف القتل». وكان شاهد قال لفرانس برس إن «قوات الامن السورية تطلق النار منذ ساعتين على تجمع لاشخاص في محيط جامع الرحمن الواقع في منطقة رأس النبع على أطراف مدينة بانياس»، موضحا ان الجامع «كان مركز موجة الاحتجاجات في المدينة». كما قال شاهدان لوكالة «رويترز» إن قوات «غير نظامية» أطلقت النار باتجاه اشخاص كانوا يحرسون مسجد ابو بكر الصديق، ما ادى الى جرح 5 أشخاص. وقال طبيب وأستاذ جامعي ان مجموعة مسلحة بالعصي كانت تحرس المسجد أثناء صلاة الفجر عندما اطلقت المجموعة النار من سيارات مسرعة مستخدمة البنادق الالية. وقال سكان ان الدبابات انتشرت قرب من مصفاة بانياس النفطية. كما قال نشطاء إن اتصالات الهواتف الارضية والمحمولة مع المدينة قطعت. في موازاة ذلك، نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي قوله في بيان: «تعرضت وحدة من الجيش كانت تتحرك على طريق عام اللاذقية - طرطوس فى منطقة بانياس لكمين نصبته مجموعة مسلحة، ما ادى الى استشهاد ضابط واصابة ضابط آخر حالته حرجة بالاضافة الى اصابة عدد من عناصر الوحدة». واشار الى ان «القوات الامنية المختصة تقوم بملاحقة عناصر المجموعة المسلحة لالقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة». وفي منطقة الحولة، في محافظة حمص في وسط البلاد، شوهد أفراد أمن وهم ينزلون من حافلات، إلا انه لم ترد أنباء عن مواجهات. الى ذلك، ذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية اسماء 26 شخصا قتلوا في درعا، واثنين في حمص، يوم الجمعة الماضي. كما نشرت اسماء 13 شخصا اعتقلوا على مدى الايام العشرة الماضية. من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن «قتل متظاهرين سلميين أمر غير مقبول ويجب إخضاعه للتحقيق». وذكر بيان عن المكتب الإعلامي لبان أن الأخير شدد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري على «قلقه وانزعاجه حيال استخدام العنف ضد المتظاهرين والتقارير حول عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا الجمعة». وأضاف بان: «واجب الحكومات حماية المدنيين واحترام الحقوق والحريات بما فيها الكلام والتظاهر السلمي». وحث على إطلاق سراح المتظاهرين في أسرع وقت. وأوضح البيان أن الأسد أبلغ بان «عزمه إجراء تحقيق»، وأن الأمين العام «أخذ علماً بالإصلاحات التي أعلن عنها الأسد»، مشدداً على «عدم وجود بديل عن الحوار الشامل والفوري في سورية حول الإصلاح». وأشار الى تقارير حول «استخدام متظاهرين العنف وقتلهم عناصر أمنية» معتبراً أن «العنف مرفوض من أي جهة أتى».