يحدثنا المقدم التلفزيوني الهولندي قبل ان تبدأ حلقته الجديدة من برنامج «اليوتوب الوقح» عن ملايين البشر في كل مكان في العالم ممن شاهدوا ما سنشاهده في برنامجه الذي يعرض على القناة الخامسة الهولندية. في مقدمته التي استهل بها الحلقة، يسلط المذيع الضوء أيضاً على احصائيات كثيرة عن إعداد مشاهدي موقع «يوتيوب» الشهير، وإعداد الأفلام القصيرة والطويلة التي يشاهدها الناس على الموقع يومياً. لا يبقى من تلك الأرقام في الذاكرة الكثير، لكنّ رقماً نشرته الصحافة قبل أسابيع عن أعداد الذين تابعوا الطلة التلفزيونية الأولى للاسكتلندية سوزان بويل في برنامج «مواهب بريطانية» على موقع «يوتيوب»، ما زال عالقاً في البال. فالسيدة القروية المنعزلة التي لا يعرفها سكان قريتها الصغيرة بالشكل الكافي، تمت مشاهدتها لأكثر من 120 مليون مرة على «يوتيوب»، لتتحول الى نجمة عالمية في ظاهرة تستحق التمعن، وربما تحمل إشارة إلى تغيير مفاهيم الشهرة أو طرق الوصول إليها في المستقبل. في المحاولة الأولى تلفزيونياً للتقرب من نجاح موقع «يوتيوب»، يختار البرنامج الهولندي، الذي هو نسخة عن برنامج ل «القناة الرابعة البريطانية» بالاسم ذاته، بعضاً من الأفلام المثيرة التي حققت نجاحاً على موقع الانترنت، ليعيد تقديمها. وتتخصص كل حلقة بموضوع معين، مثل أفلام الحيوانات المنزلية وأفلام الأطفال والهوايات الخطرة والمواهب الغنائية. وتقدم هذه الأفلام ضمن قائمة أفضل عشرين فيلماً، كما ترد على الموقع استناداً الى عدد زيارات «يوتيوب». كذلك تجري كاميرا البرنامج مقابلات مع الأبطال الحقيقيين لبعض هذه الأفلام للحديث عن الأمور الطريفة في تلك الأفلام وكيف صوّرت، وعن ردود الفعل التي تلقوها من الأصدقاء والعائلة أو من طريق المشاهدين من كل أنحاء العالم أحياناً، بعد نجاحها على الموقع. ولأن البرنامج التلفزيوني يقدم على قناة تجارية، اختار الفريق الإنتاجي الذي يقف خلفه الجانب الترفيهي البحت من المواد التي يقدمها موقع «يوتيوب». فالأفلام التي نشاهدها في البرنامج هي بالكامل أفلام تفجر الضحك أو الاستغراب. ولم تبث الحلقات حتى الآن أياً من الأفلام الأخرى الكثيرة التي يضمها الموقع عن نشاطات إنسانية مؤثرة للبعض، أو أفلام تعليمية تهدف الى الوصول الى الجمهور الكبير. وما يلفت في البرنامج التلفزيوني إشاراته المتكررة الى التعليقات التي يتركها بعض مشاهدي المواد الفيلمية على موقع «يوتيوب»، كذلك يوجه البرنامج مشاهديه أحياناً الى موقع الانترنت لقراءة المجموعة الكاملة من التعليقات، وهذه إحدى الأخطاء الكبرى لبرنامج تلفزيوني يحاول ان يخلق شخصيته الخاصة. فالاستعانة المتكررة بموقع «يوتيوب» تطرح التساؤل عن معنى وجود البرنامج التلفزيوني أصلاً. كذلك تغلب «الخفة» على اللقاءات التي يجريها البرنامج مع شخصيات الأفلام الحقيقية، ولا تقدم تلك اللقاءات أي رؤية كاملة عن حياة البعض التي تغيرت بعد الشهرة التي حملها وجودهم على موقع يقدم الفرصة المجانية للجميع، وتحول الى أهم ظاهرة إعلامية في السنوات الخمس الأخيرة. في نهاية البرنامج التلفزيوني، يخبرنا المقدم أن الانترنت هي وسيلة الترفيه الكبرى في المستقبل، وهذا الشيء ربما يؤكده برنامج مثل «يوتيوب الوقح» الذي يخسر بفداحة أول تقارب للتلفزيون مع موقع «يوتيوب».