أكدت وزارة الري والموارد المائية حرص الحكومة المصرية على استمرار وتنمية أواصر التعاون مع دول حوض النيل وتنفيذ مشاريعها التنموية، شريطة ألا تلحق ضرراً بدول المصب، في وقت ينتاب الغموض مستقبل المحادثات الفنية بين مصر والسودان وإثيوبيا، بعدما أعلنت الوزارة عدم التوصل إلى توافق خلال المحادثات الأخيرة التي استضافتها القاهرة لمناقشة التقرير الاستهلالي الفرنسي حول الآثار المحتملة لسد النهضة الإثيوبي على دول المصب (مصر والسودان). واستعرضت وزارة الري في بيان أمس، مساعدتها أوغندا (إحدى دول حوض النيل) لمواجهة فيضانات مدمرة تسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة على مدار العشرين عاماً الماضية، تحديداً في مقاطعة كاسيسي (غرب أوغندا). وأشارت الوزارة إلى استجابتها السريعة لطلب نظيرتها الأوغندية بالمساعدة العاجلة في تخفيف الآثار السلبية للفيضانات، عبر إرسال بعثة فنية من خبراء الوزارة، بدأت بمشروع لدرء مخاطر الفيضان دشنه وزير الري المصري محمد عبدالعاطي في آب (أغسطس) الماضي ويتوقع مساهمته في حماية الأرواح والممتلكات في منطقة كاسيسي. وشددت الوزارة على أن «مصر لا تدخر جهداً لتنمية دول الحوض»، معتبرة التعاون المصري- الأوغندي تأكيداً «لحرص الحكومة المصرية على استمرار وتنمية أواصر التعاون والإخاء مع دول حوض النيل، وتفعيلاً للمبادرة المصرية لتنمية تلك الدول التي انطلقت العام 2012 لتحقيق التعاون والتنمية المستدامة لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية، إضافة إلى ترسيخ مبدأ أن مصر ليست ضد مشروعات التنمية في دول الحوض بل إنها تساهم في تنفيذ مثل هذه المشاريع القومية شريطة عدم إلحاق الضرر بدول المصب». تعثر المحادثات الفنية يأتي ذلك في وقت تتعثر فيه المحادثات الفنية حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، بعدما تمسكت السودان وإثيوبيا بإدخال تعديلات على التقرير الاستهلالي الذي أعده مكتبان استشاريان فرنسيان من شأنها «إفراغ التقرير من مضمونه»، وفق بيان وزير الري المصري قبل أيام، فيما لم تصدر أي تصريحات سياسية من اللجنة العليا المعنية بإدارة ملف سد النهضة، حول مصير المباحثات الفنية وهل من الممكن استئنافها أم ستلجأ مصر إلى تصعيدات. وانتقد مساعد وزير الخارجية السابق السفير حسين هريدي بيان وزارة الري المصرية في ختام المحادثات التي استقبلتها القاهرة على مدار يومين ماضيين. وقال هريدي ل «الحياة» إن «البيان وضع الموقف السياسي المصري في حرج». وأضاف: «فشل جولة من المباحثات لا يعني فشلها ككل والانتقال إلى مواقف سياسية تصعيدية، كان من الأفضل ألا تتسرع الوزارة بالإدلاء بتصريحات تؤثر بالسلب في تلك القضية المهمة لمصر». واستبعد هريدي اتخاذ مصر مواقف تصعيدية إزاء سد النهضة، قائلاً: «من الضروري الآن التحلي بالهدوء»، مشيراً إلى ارتكانها على إعلان المبادئ الذي تم إعلانه في الخرطوم قبل عامين، والذي يحكم تعاملات الدول الثلاث في كل ما يتعلق بملف سد النهضة. ورفض مساعد وزير الخارجية السابق الربط بين زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين إلى دولة قطر أمس، وبين مواقف سياسية لإثيوبيا تجاه مصر تحكم تحركاتها في ملف سد النهضة، قائلاً: «مصر دولة كبيرة في المنطقة وإثيوبيا تعي ذلك وتحترم مصر، أما عن الزيارة الأخيرة فهي في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا يمكن مصر أن تُحجر على تحركات دولة أخرى». ومصر إحدى دول الرباعي العربي ويضم «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» الذي اتخذ قراراً بمقاطعة قطر لحين تنفيذ مطالب تلك الدول بعدما اتهموا قطر بدعم الإرهاب.