فصلت أقل من ساعة بين قضية قتل راح ضحيتها وافد في إحدى المدن السياحية قضى طعناً، وبين العثور على القاتل الذي حاول الهرب على رغم تعرضه لإصابات خطرة. وشهدت إحدى المدن السياحية الواقعة في منطقة الكورنيش في جدة أمس (السبت) حادثة قتل ذهب ضحيتها محاسب من الجنسية اليمنية على يد زميل له من الجنسية الكينية، إذ تلقت عمليات شرطة المحافظة الساحلية بلاغاً عن الحادثة التي انتقل لها فور تلقي البلاغ بشأنها خبراء الأدلة الجنائية وضباط التحقيق والطبيب الشرعي. وفور وصول الأجهزة الأمنية لموقع الحادثة، فرضت سياجاً أمنياً حول مكتب إدارة المدينة السياحية (التي شهدت الواقعة)، وبدأ رجال الأدلة الجنائية في رفع الآثار والأدلة من الموقع لمعاينتها وإخضاعها للتحليل، فيما تم فحص جثة القتيل من الطبيب الشرعي الذي أكد وفاتها متأثرة بطعنات مختلفة من سكين استخدمها «الجاني». وباشر ضباط التحقيق الواقعة التي تابعها مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي بن محمد الغامدي، وبدأوا في استجواب العاملين في الموقع وشهود العيان للوصول إلى الجاني، إلا أن آثار الدماء المتناثرة دفعت ضباط التحقيق وخبراء الأدلة إلى تتبعها خصوصاً أنها امتدت لمسافة بعيدة عن الجثة، ما يشير إلى أنها تعود لشخص آخر غادر موقع الجريمة متأثراً ب «إصابة». ونجحت عملية تتبع آثار الدماء في الوصول إلى شخص يعمل في نفس الموقع من الجنسية الكينية، وجد متأثراً بإصابة خطرة نقل نتيجتها على الفور إلى المستشفى وأدخل العناية المركزة، بينما نقلت جثة المحاسب اليمني إلى ثلاجة الموتى من خلال مركبة «الشرشورة» التابعة لأمانة محافظة جدة. وذكر الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العميد مسفر الجعيد أن الحادثة التي قضى فيها محاسب المدينة السياحية من الجنسية اليمنية (48 عاماً) متأثراً بطعنات سكين، أثبتت التحقيقات تورط زميل له من الجنسية الكينية عثر عليه مصاباً بإصابة خطرة من خلال تتبع آثار الدماء التي كان ينزفها. وقال الجعيد: «إن الدافع وراء حادثة القتل جاء بهدف الاستيلاء على مبلغ يقدر بنحو 250 ألف ريال كان لدى المحاسب الذي دخل في عراك مع الجاني (الكيني) انتهى بتسديد الأخير طعنات قاتلة إلى المجني عليه»، لافتاً إلى أن القاتل الذي يعاني من إصابة خطرة يتلقى الرعاية الطبية في العناية المركزة، وسيحال إلى ضباط القضية لاستكمال التحقيقات معه فور تماثله للشفاء.