قُتل أكثر من 400 شخص، بزلزال عنيف ضرب الأحد المنطقة الحدودية في إيرانوالعراق، وشعرت به مناطق على ساحل البحر المتوسط. وأعلن المرصد الجيولوجي الأميركي أن الزلزال كان بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر، ووقع على بعد 32 كيلومتراً جنوب غرب مدينة حلبجة، شمال شرق العراق، وعلى عمق نحو 40 كيلومتراً في منطقة جبلية محاذية لإيران. وأعلنت السلطات مقتل 407 أشخاص وجرح 6700، في إقليم كرمانشاه المحاذي للعراق الذي أشار الى مقتل 8 من مواطنيه وجرح 535 في الإقليم الكردي شمال البلاد. وقال مسؤول إن 7 توفوا في كردستان وواحداً في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد. وفي العراق، وقعت أشد الأضرار في بلدة دربندخان التي تبعد 75 كيلومتراً شرق مدينة السليمانية في كردستان. وقال وزير الصحة في الإقليم ريكوت حمه رشيد: «الوضع حرج جداً». وأضاف أن أضراراً بالغة لحقت بمبان ومنازل وبالمستشفى الرئيس في المنطقة، مشيراً الى أن انقطاع الكهرباء أرغم السلطات على نقل الجرحى إلى السليمانية. وشعر سكان بغداد بالزلزال لنحو 20 ثانية، وكذلك سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول. وخرج كثيرون من سكان العاصمة العراقية من منازلهم ومن أبنية مرتفعة، وهم مذعورون. وقالت مجيدة أمير التي هرعت بأطفالها الثلاثة من منزلها في حي الصالحية في بغداد: «كنت أجلس مع أطفالي نتناول العشاء، وفجأة كان المبنى يتمايل في الهواء. ظننت في بادئ الأمر أنها قنبلة ضخمة، ثم سمعت الجميع حولي يصرخون ويقولون: زلزال». ووقعت مشاهد مشابهة في أربيل، عاصمة كردستان العراق، وفي مدن أخرى شمال العراق قرب مركز الزلزال. وشعر الناس بالزلزال في أقاليم إيرانية، لكن أكثرها تضرراً كان كرمانشاه الذي أعلن الحداد لثلاثة أيام. وسجّل مركز رصد الزلازل الإيراني نحو 50 من توابع الزلزال، فيما أعلن رئيس الهلال الأحمر الإيراني أن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون الى أماكن لإيوائهم. وأشار وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي الى إغلاق طرق، مضيفاً أن السلطات قلقة في شأن ضحايا الزلزال في القرى النائية، حيث منازل كثيرة مُشيدة من الطوب اللبن، ويمكن أن تنهار بسهولة نتيجة زلزال. وانتشرت القوات المسلحة الإيرانية لمساعدة أجهزة الطوارئ، علماً أن مسؤولاً إيرانياً في قطاع النفط أعلن أن خطوط الأنابيب والمصافي في المنطقة لم تتضرّر. وكلّف الرئيس الإيراني حسن روحاني نائبه الأول اسحق جهانكيري «حشد كل إمكانات البلاد لإغاثة المنكوبين»، فيما أمر المرشد علي خامنئي جميع المسؤولين ب «بذل أقصى جهدهم لمساعدة المتضررين». وتقع إيران على خطوط صدع رئيسة، وهي عرضة لزلازل متكررة. وأدى زلزال بلغت قوته 6.6 درجة على مقياس ريختر عام 2003 إلى تدمير مدينة بام التاريخية في إيران، وقتل حوالى 31 ألف شخص. لندن تحذر طهران من عواقب احتجاز بريطانية لندن، فيينا، باريس - رويترز، أ ف ب - اعتذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لقوله إن نازنين زاغري - راتكليف، وهي بريطانية - إيرانية تحتجزها طهران، وتعمل مديرة مشروع في مؤسسة «تومسون رويترز» الخيرية، كانت تدرّب صحافيين خلال زيارتها إيران قبل توقيفها، علماً أنها تؤكد أنها كانت في إجازة عائلية. وقال أمام مجلس العموم (البرلمان): «نريد جميعاً أن تعود الى وطنها بسلام». وحذر من أن لاحتجاز والدة بريطانية، عواقب على العلاقات بين لندنوطهران. وكان ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلن أن حكومتها تدرس منح زاغري - راتكليف حماية ديبلوماسية، في إطار جهود لإطلاقها. على صعيد آخر، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير فصلي أصدرته أمس، أن إيران تحترم التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي المبرم مع الدول الست. وأضافت أن مخزون طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب بلغ 96.7 كيلوغرام، وهذا أقل من حد 202.8 كيلوغرام المسموح به. كما أن مستوى التخصيب لم يتجاوز نسبة 3.67 في المئة. أما مخزون إيران من الماء الثقيل فبلغ 114.4 طن متري، وهذا أقل من 130 طناً المتفق عليه. وهذا أول تقرير تصدره الوكالة، منذ رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي المصادقة على التزام إيران الاتفاق. أتى ذلك بعدما لوّحت الخارجية الفرنسية بتشديد عقوبات على طهران «إذا اقتضت الضرورة»، في شأن برنامجها الصاروخي.