جولات قليلة وينتهي دوري زين، وبطولة كأس ولي العهد يستعد بطلها للتتويج ودوري أبطال آسيا للأندية ينهي الدور الأول، وما زال الاتحاد السعودي لكرة القدم في بحث مضنٍ حتى الآن عن مدرب يقود دفة المنتخب الأول في الاستحقاقات المقبلة، والأمر برمته يحاط بكثير من التكتم والسرية، وكلما طرح الإعلام اسماً ما لأي مدرب سارع المسؤولون لنفي الخبر جملة وتفصيلاً، والقول إن الأسماء كافة التي يتم تداولها مجرد اجتهادات شخصية من الصحافيين، وإن الإفصاح سيتم قريباً عن اسم وهوية مدرب المنتخب، ومنذ ذلك الحين ونحن ما زلنا ننتظر، وليس المدرب وحده من ننتظره، بل أسماء الفريق الإداري الذي سيتولى العمل الإداري في المرحلة المقبلة، فما زال مدير المنتخب غير معروف ونخشى أن يكون التردد في تسميته هو الآخر على اعتبار عمله الآن أو ناديه الذي ينتمي إليه، وأكثر ما يؤرقنا ويشغلنا صراحة أن تعاد للأسماء القديمة بداعي ضيق الوقت والخبرة والثقة بعملها، وهي التي استنفدت طاقاتها وأشبعت نقداً. عندما يكشف الستار عن البطل المغوار يكون الكأس والدوري قد ودعا، وهما المحك الحقيقي الذي عليهما يعتمد أي مدرب في اختياراته من اللاعبين، فمن سيختار لاعبي المنتخب هل يمكن أن يتولى ذلك المدير الإداري نظراً لوجوده وقربه من المنافسات المحلية؟ أم سيوكل الأمر إلى لجنة فنية من عدد من المدربين السعوديين؟ ووقتها سنسمع ونقرأ ما تعودنا عليه من نقدٍ حادٍّ لاختيار بعض اللاعبين، وسيتهم من اختارهم بالتعمد والقصد كلما كثر وجود لاعبي نادٍ دون آخر، ألم يسمَّ يوماً المنتخب «الكحلي»؟ بل سيعتبر الوجود ضمن القائمة تهمة كبرى لإعادة التأهيل الصحي والنفسي فلِمَ يضع الاتحاد السعودي لكرة القدم نفسه في هذا المنزلق مرة أخرى؟ وقد توقعنا أننا خرجنا منه بلا عودة، وهل لا يوجد في العالم مدربون أكفاء قادرون على إعادة أمجاد الكرة السعودية؟ نعلم أن كثيراً من المدربين الآن ملتزمون بعقود، فلِمَ لا نكلف أحداً من المدربين السعوديين بمتابعة المباريات بشكل موقت مع مدير إداري موقت هو الآخر وإعداد تقارير مفصّلة وفق أسس فنية بحتة عن أبرز نجوم الموسم الحالي، وليس على اعتبار ما كانوا وتسليم الملف متكاملاً للمدرب الجديد، لأن الوضع يقول إنه لن يحضر باكراً فلا بد من استغلال ما تبقى من مباريات والبدء في العمل فوراً، لأن القادم للمنتخب أصعب ممّا فات، ففيه لا بد أن تعود هيبة الكرة السعودية وهذه العودة في حاجة إلى كثير من الجهود أقلها اختيار مدرب مشهود له بالكفاءة، وليس مغموراً أو من رجيع الأندية. [email protected]