أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه في القاهرة أمس رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حل للأزمة الليبية بما يحافظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، ويصون مقدرات شعبها ويعيد إليه الأمن والاستقرار. وتثير الأوضاع في ليبيا قلقاً لدى مصر بسبب محاولات الجماعات الإرهابية المسلحة التسلل واختراق حدودها الغربية الممتدة على مسافة 1200 كيلومتر من مدينة السلوم شمال غربي مصر حتى السودان جنوباً. ويبذل الجيش المصري جهداً كبيراً في مراقبة ومسح المنطقة الغربية في شكل كامل ودائم حتى لا يسمح لأي عناصر أو تنظيمات إرهابية باختراق الحدود. وقال السيسي في تصريحات سابقة إن الجيش المصري استطاع في الفترة الأخيرة تدمير أكثر من 1200 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والعناصر الإرهابية على الحدود الغربية، كانت تسعى إلى التسلل إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية. واستهدفت القوات الجوية المصرية أول من أمس عشرة سيارات دفع رباعي كانت محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر على الحدود الغربية. ويزور الشاهد مصر للمرة الأولى للمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر السفير بسام راضي إن السيسي بحث مع الشاهد بحضور رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين عدداً من القضايا الإقليمية. وأكد الجانبان أهمية تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها في الوقت الراهن، وعلى رأسها انتشار خطر الإرهاب والفكر المتطرف، والتي تتطلب العمل على ترسيخ وحدة الصف ونزع فتيل النزاعات الطائفية والمذهبية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية. وأضاف أن الشاهد نقل تحيات الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى السيسي، مؤكداً أهمية دور مصر باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربي. وأشار إلى اهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها المتميزة مع مصر في المجالات المختلفة، والعمل على الدفع قدماً بالتعاون الثنائي بما يحقق مصالح الشعبين. وأشار السفير بسام راضي إلى أن الجانبين اتفقا على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين. وثمّن الشاهد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، الدور المهم الذي تقوم به مصر على الصعيدين العربي والإقليمي لخدمة القضايا العربية، منوهاً بأهمية التنسيق والتشاور الثنائي ودفع مسارات التسوية السياسية للأزمات في المنطقة. وندد بالعمليات الإرهابية التي تستهدف أمن مصر واستقرارها، في وقت أكد تضامن بلاده مع الأشقاء المصريين ومساندتها جهودهم في مقاومة هذه الآفة المقيتة، مشيداً بما تحققته مصر من نجاحات على مسار الإصلاح والتنمية والنهوض الاقتصادي والاجتماعي. وعن التعاون الأمني بين البلدين، أبدى الشاهد تطلعه إلى الارتقاء بالتعاون في المجال الأمني من خلال تفعيل اللجنة الأمنية المشتركة لتعزيز قدرات البلدين على صعيد جهود مقاومة الإرهاب ومواجهة التحديات التي تطرحها هذه الآفة الخطيرة، مشيراً إلى عقد اللجنة اجتماعاتها في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وقال إسماعيل إنه تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع تونس بمجرد التوقيع عليها، مشيراً إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الخاصة بالتعاون في مجالي النقل البحري والخدمات البيطرية، إلى جانب اتفاقيات خاصة بالمعارض والأسواق الدولية، والاستثمار والتعاون الدولي، والصحة والدواء، والطاقة الجديدة والمتجددة.