أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تولي اهتماماً كبيراً بالالتزام بحماية حقوق الإنسان وتعزيزها، وأنها عازمة على الاستمرار في ذلك، على رغم تحديات مكافحة الإرهاب والضغوط الاقتصادية. وقال شكري خلال محادثات مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أمس في منتجع شرم الشيخ، على هامش منتدى شباب العالم، إن هناك تربصاً وتسييساً في ما يتعلق بتناول مصر من جانب بعض الدوائر السياسية والإعلامية والحقوقية الأوروبية، معتبراً ذلك استهدافاً للإضرار بالعلاقات الاستراتيجية المصرية- الأوروبية. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل لودريان، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات الخاصة بعدد من الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي إن السيسي أشاد «بما يتسم به التعاون بين البلدين من تميز». ونقل راضي عن الوزير الفرنسي حرص بلاده على «تطوير التعاون المشترك والتنسيق والتشاور المستمر باعتبارها أحد أهم شركائها الإستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «الزيارة الأخيرة للسيسي باريس، توّجت حال الزخم التي تشهدها العلاقات المتنامية بين البلدين». ونقل شكري لنظيره الفرنسي ما لاحظه من تجاهل هذه الأطراف خطوات مهمة قامت بها الدولة المصرية، خصوصاً في مجال الحريات وتعزيز حقوق المرأة والإفراج عن المئات من الشباب وغيرها، وطالب بضرورة عدم الانسياق وراء معلومات مغلوطة والقراءة غير الموضوعية للأوضاع الداخلية، مشدداً على أن مصر لن تقبل بالتدخل في شؤونها الداخلية ومصادرة حقها في إنفاذ القانون. وتناولت محادثات الوزيرين سبل دعم العلاقات المصرية- الفرنسية وتعزيزها، وعدداً من الملفات الإقليمية. وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية أحمد أبو زيد، بأن محادثات الوزيرين تطرقت إلى مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، لا سيما في ضوء الزيارة الأخيرة الناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى باريس الشهر الماضي، والتي عكست عمق العلاقات التاريخية والمتميزة التي طالما ربطت بين البلدين. وعبّر الوزير شكري عن اهتمام مصر بإعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية من خلال تفعيل إعلان تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والفرنكوفوني والجامعي والعلمي والفني والبدء في تنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا التي شهد رئيسا البلدين توقيعها في باريس في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه، البحرية والبرية ومترو الأنفاق، فضلاً عن التدريب وبناء القدرات. وأكد لودريان أن زيارته تأتي في إطار حرص بلاده على التشاور والتنسيق المستمر مع مصر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كون مصر أحد أهم شركاء فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب. وأشار أبو زيد إلى أنه دار نقاش مطول مع لودريان حول مستقبل التعامل مع الأزمة الليبية في شكل عكس فهماً ورؤية مشتركة للبلدين تؤكد أهمية إيجاد حل سياسي نهائي وعاجل للأزمة الليبية، ودعم دور الأممالمتحدة في رعاية العملية السياسية، ودور دول جوار ليبيا في مساعدة الأطراف الليبية في بناء التوافق الوطني المطلوب. كما استعرض شكري ما تقوم به مصر من جهود لدعم بناء التوافق الوطني الليبي والمساعدة في توحيد الجيش الوطني، مشدداً على أهمية ألا يتسبب الاهتمام بالعملية السياسية في ليبيا في الانصراف عن الاهتمام بالأبعاد الأمنية، لا سيما اتصالاً بمكافحة الإرهاب. كما تطرق شكري إلى جهود دعم المسار التفاوضي في سورية والمساعدة في تنفيذ اتفاقيات مناطق خفض التوتر لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري الشقيق. وناقش الوزيران الوضع في العراق وتطرقا لمستقبل عملية السلام في ضوء اتفاق المصالحة بين «فتح» و «حماس».