لم يعد المجتمع الأردني ينظر إلى الرياضة النسائية كما كان الحال قبل عقود، إذ باتت تحظى باهتمام الكثير من الفتيات ولا تقتصر على ارتياد النوادي وصالات التمارين. بل أصبحت ممارسة الفتاة ألعاباً بقيت لفترة طويلة حكراً على الشباب مثل كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة، أمراً شائعاً ومقبولاً اجتماعياً. وكان المنتخب الأردني لكرة القدم فرض حضوره عربياً حيث لفتت العديد من اللاعبات الأنظار وحصلت بعضهن على عقود احترافية خارجية. فكانت المهاجمة الموهوبة فرح العزب أولى اللاعبات المحترفات اللاتي شاركن في الدوري اللبناني، حيث ساهمت بفوز فريقها «الشباب العربي» ببطولة الدوري مرتين، كما خرجت النجمة الأخرى ستيفاني النبر لخوض تجربة فريدة في الدوري الدنماركي عادت عليها بالخبرة والمزيد من الاحترافية، فيما احترفت هدافة المنتخب ميساء جبارة وزميلتها شهيناز جبريل خارج الأردن. وتظهر آخر إحصائية رياضية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حول كرة القدم النسائية الأردنية أن هناك 720 لاعبة كرة قدم مسجلة حالياً في كافة أنحاء الأردن. وهو رقم، على رغم تواضعه بالمقارنة مع عدد السكان الذي قارب 7 ملايين نسمة،إلا أنه يعد تحولاً جذرياً في مجتمع محافظ تقليدياً، بدأ يقفز سريعاً نحو المدنية، ونحو نمط حياة مختلف عما اعتاده في نشأته الريفية والبدوية. ولا شك في أن هذا القبول تختلف نسبته كثيراً بين أبناء المدينة وأبناء القرى والبوادي حيث لا تزال الحياة تقوم على الالتزام بعادات وتقاليد تقيد حرية المرأة وتحد من خياراتها. وتقول مدربة اللياقة البدنية ومديرة منتخب المبارزة أمل عبدالسلام أن البيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد لا تحفز الفتيات على ممارسة هوايتهن في الرياضة، وترى في حديث مع «الحياة» أن «الزي الرياضي يقف عائقاً أساسياً أمام استمرار الكثير من الفتيات والنساء في الرياضة وتحديداً في رياضات العاب القوى». بيد أن هذه المدربة ترى أن ثقافة العيب بدأت تخبو شيئاً فشيئاً أمام التحولات الاجتماعية التي يشهدها الأردن، حتى أن كثير من الأهالي باتوا أول من يشجّع فتياتهم على الرياضة عموماً وعلى لعب كرة القدم خصوصاً. وتعتقد عبد السلام أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت إلى حد كبير جداً في هذا التغيير المجتمعي وتقبل لعب الفتاة في ملعب كرة القدم. وكانت استضافة الأردن العام الماضي لكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA في الأردن حدثاً عربياً ودولياً لاقى حظوة شعبية وكسر حاجزاً أساسياً في هذا المضمار. وخلال السنوات الماضية، دعّمت الأردن هياكل كرة قدم السيدات من خلال تشجيع الفتيات على اللعب في مراكز الواعدات ال15 المنتشرة في كافة أنحاء البلاد. وبلغ عدد الفتيات اللواتي يشاركن في أنشطة كرة القدم حوالى 400 فتاة على مدار السنة. وكان الظهور الرسمي الأول لمنتخب كرة القدم النسائي مع انطلاقة بطولة غرب آسيا للسيدات عام 2005، وتواصل الاهتمام الرسمي به. وتقرر انطلاق الدوري الأردني للسيدات، وبدأ الموسم الأول في 2005- 2006 ومنذ ذلك الوقت أقيمت تسع بطولات للدوري ولم يتسع الوقت لإقامته مرة واحدة فقط عام 2014. ويعد نادي شباب الأردن الفريق المسيطر على اللقب، حيث توج في سبع مناسبات، فيما يأتي نادي عمان خلفه بلقبين آخرهما عام 2015. وتراوحت المشاركة في الدوري الأردني ما بين 4 إلى 8 فرق.