نيويورك - أ ف ب - يبدو أن التركيبات الدماغية هي التي تكشف توجهات المرء السياسية، على ما جاء في دراسة لباحثين بريطانيين نشرت في الولاياتالمتحدة. فأولئك الذين يعتبرون أنفسهم تقدميين يميلون إلى امتلاك قشرة مخية حزامية أمامية أكبر من تلك الخاصة بالأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم محافظين، على ما يشرح معدّو هذه الأعمال التي نشرت في مجلة «كارينت بايولوجي». والقشرة المخية الحزامية الأمامية هي الجهة الأمامية من القشرة المخية التي تنقل أليافها الإشارات العصبية بين نصفي المخ الأيمن والأيسر. وترتبط هذه التركيبات المختلفة بواقع أن التقدميين يستطيعون بسهولة كبيرة التحكم بمعلومات متناقضة، في حين أن المحافظين يستطيعون تمييز تهديد ما. ويشير ريوتا كاناي أحد معدّي الدراسة من جامعة يونيفرسيتي كولدج لندن إلى أن «دراسات سابقة كشفت أن سمات نفسية خاصة تهيئ المرء لبعض التوجهات السياسية». ويضيف: «دراستنا تقيم رابطاً بين هذه السمات وتركيبات الدماغ الخاصة». وارتكز الباحثون في أعمالهم على عدد من الأبحاث الأخرى في علم النفس تبين أن المحافظين هم أكثر حساسية تجاه التهديدات والقلق إذا ما ارتابوا، في حين أن التقدميين يميلون أكثر إلى الانفتاح على تجارب جديدة. وكان ريوتا كاناي وفريقه قد رأوا أنه لا بد لهذه الاختلافات الجوهرية في الشخصية من أن تظهر أيضاً بطريقة فيزيولوجية في الدماغ. وهذا فعلاً ما اكتشفوه، وفق ما يؤكد الباحثون الذين يشيرون إلى أنهم لا يعرفون ما الذي سبق... النفسي أم الفيزيولوجي. ويرى ريوتا كاناي أن «من الممكن ألا تكون هذه التركيبات قد تشكلت باكراً، وإنما تكونت على مر الزمن من خلال اختباراتنا الخاصة في الحياة».