عيّن الروائي والديبلوماسي المصري عز الدين شكري فشير أميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة في مصر خلفاً للدكتور عماد أبو غازي الذي تولى منصب وزير الثقافة في حكومة الدكتور عصام شرف الانتقالية. وبرز اسم شكري على الساحة الأدبية المصرية قبل أقل من خمسة أعوام مع صدور روايته «غرفة العناية المركزة» التي كانت من بين الأعمال التي ظهرت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية في دورتها الثانية. وهي الرواية الثالثة له وجاءت بعد عملين روائيين صدرا عن دار ميريت وهما: «مقتل فخر الدين» و «أسفار الفراعين»، لكن عمل شكري في وزارة الخارجية المصرية حال دون انخراطه في الأوساط الأدبية إلى أن أعلن تفرغه لعمله الأكاديمي كأستاذ للعلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، ونالت أعمال شكري اهتماماً نقدياً لافتاً على رغم ذلك، إذ اعتبره صلاح فضل يقدم نموذجاً فذاً للرواية السياسية... وأكد الشاعر فاروق شوشة أن اللغة التي يكتب بها لغة بسيطة ومباشرة لكنها عميقة، وعارية من زيف البلاغة المصطنعة، وفتنة الزخرف الكاذب، لأنها تسعى إلى هدف واضح من أقرب سبيل. واعتبر الراحل فاروق عبدالقادر أن شكري أخذ عن فتحي غانم أفضل ميزاته، وهي قدرته على صياغة الفرد والنموذج معاً... ويمثل العمل الإبداعي لعز الدين شكري خطاً موازياً لعمله الديبلوماسي الذي بدأه عام 1989 والذي شمل التعامل مع عدد من أبرز الملفات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع العربي - الإسرائيلي والأوضاع في السودان، وذلك سواء في إطار السلك الديبلوماسي المصري أو في الأمانة العامة لهيئة الأممالمتحدة، وهي المناصب التي شملت عمله في بلاد مختلفة في الشرق الأوسط وعواصم السياسة الدولية. والآن فإلى جانب استمراره في الكتابة الروائية، يعمل عز الدين شكري فشير أستاذاً زائراً في قسم العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة وهو من مواليد الكويت عام 1966 ونشأ في مصر حيث تخرج في جامعة القاهرة عام 1987 وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية. وعقب تخرجه التحق بعدد من الجامعات الأجنبية في فرنسا وكندا ليدرس ويحصل على درجات أكاديمية متتالية. وكانت البداية بالدبلوم الدولي للإدارة العامة، المدرسة القومية للإدارة، باريس 1990-1992. تلى ذلك ماجستير العلاقات الدولية، جامعة أوتاوا، 1992-1995 رسالة الماجستير المعنونة «مفهوم الهيمنة العالمية وتحليل التعاون والإدارة الدوليين» The Concept of World Hegemony and the Understanding of International Cooperation and Regulation، إذ تناولت الرسالة تحليل المدارس الواقعية والنقدية في نظرية العلاقات الدولية، وقضية الهيمنة الأميركية على النظام الدولي. ثم كانت دكتوراه العلوم السياسية من جامعة مونتريال، 1993-1998 وهي الرسالة المعنونة «الحداثة والحكم العالمي» Modernité et gouvernance mondiale آليات الحكم في النظام العالمي الموصوف عادة بأنه نظام دولي يفتقر الى السلطة المركزية. ووفق صفحته على الإنترنت تقوم الرسالة بالمزج بين علم الاجتماع وعلم السياسة المقارنة واستخدام نظرياتهما في مجال تحليل الحداثة وآلياتها وردود الفعل المجتمعية عليها من أجل دراسة العلاقات الدولية، أي أن الرسالة تتعامل مع النظام العالمي ليس فقط باعتباره نظاماً دولياً وحسب وإنما باعتباره نظاماً اجتماعياً عالمياً يحكم الصراع السياسي فيه فاعلون يتعاملون مع الأبنية الاجتماعية والسياسية السائدة. لقد تمت إجازة كل هذه الدرجات العملية بامتياز مشفوعة بتقدير خاص من الجهات والشخصيات البحثية التي أشرفت عليها. وتوازت هذه الدراسات مع عمل عز الدين شكري الأكاديمي محاضراً في الجامعات التي درّس بها وجامعات أخرى وكاتباً للكثير من المقالات السياسية في عدد من الدوريات والجرائد الصادرة باللغات العربية أبرزها («النهار» اللبنانية) والإنكليزية والفرنسية. ويأتي قرار تعيين الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة في إطار تغييرات في مناصب قيادية في وزارة الثقافة أجراها الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري، شملت ندب المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم رئيساً للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية خلفاً لحسين الجندي، وندب السيد محمد علي رئيساً للبيت الفني للمسرح، خلفاً للفنان رياض الخولي. كما أصدر أبو غازي قراراً بتشكيل مجلس لإدارة مكتبة القاهرة الكبرى برئاسة الروائي جمال الغيطاني، وبعض القرارات بتعديل مجالس إدارات الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصو الثقافة.