وجّه الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة عز الدين شكري فشير، ضربة موجعة إلى مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين، عندما طالبه في بيان رسمي باعتزال العمل العام باعتباره «من رموز النظام السابق ومهندسي سيناريو التوريث» الذي أجهضته «ثورة 25 يناير». وأصدر فشير هذا البيان رداً على اعتزام سراج الدين إدارة حوار حول مستقبل الثقافة في مصر كان مقرراً أن يفتتح اليوم في مقر المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة. ونفى فشير في بيانه صحة ما أعلنه مدير الإعلام في مكتبة الإسكندرية، خالد عزب، عن أنه سيشارك في ذلك الحوار. وكان عزب صرح بأن فشير سيشارك بصفته الشخصية وليس بصفته الرسمية، مشيراً إلى أن الحدث يندرج ضمن «الحوار الوطني» الذي انطلق في أعقاب تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك ويشرف عليه رئيس الوزراء السابق عبد العزيز حجازي. وقال فشير إنه من غير المعقول أن يشارك في حوار حول المستقبل «تديره رموز الماضي من المحسوبين على نظام الحكم السابق». وأضاف فشير، الذي تولى منصبه قبل نحو شهرين خلفاً لعماد أبو غازي الذي عُين وزيراً للثقافة: «إن على من عملوا مع جمال مبارك ولجنة سياسات الحزب الوطني وساهموا في سيناريو التوريث، اللحاق بزعيمهم والتنحي عن العمل العام». وقال فشير، الذي لا يخفي انحيازه إلى طرح يطالب باستقلال المجلس الأعلى للثقافة عن وزارة الثقافة: «إن مهمة تحديد مستقبل الثقافة في مصر، بما في ذلك مستقبل المؤسسات الثقافية، تقع على عاتق صنّاع الثقافة، الذين عملوا في صمت بكتاباتهم وإبداعاتهم... وليس الذين شاركوا في صناعة الاستبداد ويحاولون الآن التسلل عائدين من باب ما يسمى ظلماً بالحوار الوطني». ومن المقرر أن يستضيف المجلس ندوة مخصصة لمناقشة الموضوع نفسه «مستقبل الثقافة في مصر» أواخر الشهر الجاري، تنظمها جماعة ثقافية مستقلة هي جماعة «أدباء وفنانون من أجل التغيير». من جهة أخرى، رفض سراج الدين، الذي سبق له الترشح لمنصب المدير العام ل «يونسكو»، التعليق على هذا البيان، وأعلن تأجيل جلسة الحوار تلك إلى «أجل غير مسمى». ودعا إلى ندوة تعقد في «بيت السناري» في القاهرة اليوم تحت عنوان «الثقافة المصرية بعد 25 يناير»، يشارك فيها الناقدان جابر عصفور، الذي يعدّ آخر وزير ثقافة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وصلاح فضل الذي سبق له تولّي منصب رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية خلال العهد المنصرم نفسه.