لا يزال وضع الجالية اللبنانية في ساحل العاج غامضاً في ظل مخاوف من تفاقم اوضاعها مع بدء نفاد المواد الغذائية والمياه وتهديدها في ارواحها ومصالحها. ومساء اول من أمس، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب في ساحل العاج الحسن وترة وتداول معه في موضوع حماية اللبنانيين القاطنين في ساحل العاج والإجراءات المتخذة بهذا الخصوص. ووعد وترة الحريري، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، باتخاذ كل ما يمكنه من إجراءات لتوفير الحماية والمساعدة لأفراد الجالية اللبنانية. وأمس، أعلن رئيس مجلس ادارة شركة «طيران الشرق الاوسط» محمد الحوت ل «الحياة» أنه يتواصل مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحريري وأركان الجالية اللبنانية الموجودين في معسكر للفرنسيين في ابيدجان. وقال: «نحن كشركة جاهزون للقيام بواجبنا، لكن الوضع الامني الآن لا يسمح بتدخلنا»، وأعلن ان لا احصاء نهائياً لعدد اللبنانيين في ابيدجان، «لأن هناك ألف لبناني نصفهم حائزون الجنسية الفرنسية الى جانب اللبنانية، وهؤلاء يتولى الفرنسيون أمرهم»، وأضاف: «نحن نراقب الوضع الامني لنرى اذا كان هناك امكان لنقل اللبنانيين الى اكرا في غانا بالبواخر، ومن هناك تتولى طائرات شركة ميدل ايست نقلهم». وكان أهالي اللبنانيين الموجودين في ساحل العاج وعدد من أبناء الجالية الذين تمكنوا من العودة، نفذوا عصر امس اعتصاماً، أمام مبنى وزارة الخارجية والمغتربين في الأشرفية، مطالبين بالعمل سريعا لانقاذ اللبنانيين المحتجزين في ابيدجان واعادتهم الى لبنان. واستقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي، وفداً منهم، نقل له مطالبة الأهالي بتأمين بواخر لإجلاء الرعايا من أبيدجان إلى العاصمة الغانية أكرا فوعد بالتواصل مع المعنيين في هذا الشأن وإعطاء جواب خلال يومين. وبشَر الشامي المحتجين بأنه تم اجلاء 27 لبنانيا من ابيدجان بطائرة عسكرية، معلنا ان الحماية موجودة وأن أي لبناني لم يصب بأذى.