شجعت الأجواء المعتدلة، التي تشهدها المنطقة الشرقية، الأهالي على الخروج من أجواء المدينة والتنزه في البر، للاستمتاع بالأجواء وسط الطبيعية، وكسر الروتين الذي لازمهم طوال الأشهر السبعة الماضية، واتجهت الأسر للبحث عن الأماكن التي تتوفر فيها جميع الخدمات في محافظات المنطقة الشرقية، فكانت وجهتهم الأولى محافظة النعيرية، التي تبعد عن مدينة الدمام 220 كيلومتراً (شمال غرب)، يليها جو سمين ونصف القمر وطريق مطار الملك فهد بالدمام، حيثُ يقوم الأهالي بنصب خيامهم وأشرعتهم على رمال الصحراء الناعمة في نهاية كل أسبوع، وذلك للبحث مع أسرهم عن الاسترخاء والهدوء في فضاء البر الشاسع. «الحياة» جالت في محافظة النعيرية والتقت عدداً من المتنزهين، إذ ذكر فهد العازمي نه اعتاد مع عائلته كل عام في مثل هذه الأيام على الذهاب إلى البر، وذلك لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، كون هذه الأيام لا تعود مرة أخرى، نظراً إلى الأجواء الجميلة التي تشهدها محافظة النعيرية ليلاً، وكذلك لتوفر كل مستلزمات الرحلات البرية بالمحافظة، أما سالم المري فيقول: «هذه الأيام تعد موسماً سنوياً للتخييم، لدى أبناء المحافظة، ويوجد زوار بكثرة من المملكة ودول الخليج، ما يُضفي طابعاً جميلاً على المحافظة، وتشهد المحافظة انتعاشاً في الأسواق، سواء من البيع والشراء في الأغنام أم في السوق الشعبية، التي يرتادها عدد من هواة التراث لشراء بعض الأكلات الشعبية ومنتجات البادية. في الطرف الآخر يذكر الصقار علي البوعينين أن هذه الأيام لا تقتصر على التنزه في الأجواء البرية، ولكن هواة الصيد يذهبون للبحث عن الصقور المهاجرة على الحدود الكويتية وخصوصاً في محافظة حفر الباطن، بالقرب من المناطق البرية لمنفذ الرقعي، حيثُ تم طرح أكثر من ثمانية صقور، لأنها تعتبر في رحلة عبور وهجرة من دولة إلى أخرى، وتم بيع بعض هذه الصقور بمبالغ عالية وصلت إلى 250 ألف ريال، كما أن طائر الحبارى يعبر في هذه الأيام المنطقة، وهواة الصيد يبحثون عنه، إذ يوجد بكثرة في المناطق البرية لمحافظات المنطقة الشرقية. وأشار إلى أن التخييم عادة سنوية قديمة يمارسها المواطنون في فصل الشتاء، وهو موسم سنوي من العادات والتقاليد، إذ يلجأ المواطنون إلى نصب الخيام، واستذكار حياة الأجداد، الذين عاش كثير منهم بالطريقة نفسها، مع الفرق في متطلبات التخييم الحالية، الذي أصبح مجرد ترف معيشي، بعدما كان مسكناً رئيساً لكثير من المواطنين في السابق. وتعتبر المناطق الرملية في الشرقية ذات طبيعة خلابة وسحر خاص، فهي تنفرد بوجود أنواع فريدة من الأشجار البرية والحيوانات والطيور، وتعد موطناً لعدد من الأنواع النادرة التي تأقلمت في عيشها مع قسوة الصحراء، كما تمثل حياة البساطة في البادية، التي ما يزال البدوي يحافظ عليها إلى يومنا هذا، ويحرص أبناء البادية على المحافظة على عدد من أنماط الحياة التقليدية المتوارثة، وعلى تعرف أبنائهم على نمط حياتهم، وكيفية العيش في هذه الصحراء المترامية الأطراف.