واصل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لقاءات التشاور مع القيادات الوطنية والشخصيات السياسية والحزبية التي بدأها أول من أمس وذلك للبحث في النتائج المتأتية عن إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الخارج. وفي هذا الإطار، التقى عون في قصر بعبدا أمس تباعاً رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون، رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد، رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب ورئيس «تيار الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي، إضافة إلى شخصيات أخرى. وفي وقت ستستمر المشاورات إلى الغد، وتتوسع مروحتها لتشمل قيادات روحية، واقتصاديين ومجموعة الدعم الدولية للبنان إضافة إلى ديبلوماسيين عرب وأجانب، شددت مصادر بعبدا على أنها «لا تعتبر الرئيس الحريري مستقيلاً، إنما هو رئيس مجلس الوزراء اللبناني». وأشارت إلى أن هناك تأكيداً من كل الأفرقاء الذين التقاهم رئيس الجمهورية على «أهمية وحدة الصف». البنك الدولي أكد مدير البنك الدولي سيرج كمارجا «مواصلة البنك دعم لبنان في كل المجالات»، مشدداً على أن «شراكة البنك الدولي مع لبنان طويلة الأجل ودعمنا له سيستمر في هذه المجالات ونحن ملتزمون العمل مع حكومته». وأوضح كمارجا بعد زيارته عون «أن لدى البنك الدولي برنامجاً واسعاً لدعم الحكومة اللبنانية للتركيز على جدول التنمية الاقتصادية»، لافتاً الى أن «دعم البنك للبنان تجاوز البليوني دولار في مجالات تطوير البنى التحتية، التربية، الصحة وإيجاد فرص العمل». وشارك في اللقاء الوفد المرافق الذي ضم الممثل المقيم لمؤسسة التمويل الدولية سعد صبرا وخبير البنك الدولي لمنطقة المشرق كريستوس كوستوبولوس ومسؤولة المشرق للتواصل منى زيادة. وحضر اللقاء رئيس لجنة المال والموازنة النيابية إبراهيم كنعان. وشدّد عون، وفق مكتبه الإعلامي «على أهمية ما يقوم به البنك الدولي في مجال توفير الدعم لتنمية البلدان اقتصادياً، وشكر للبنك الدولي استمرار دعمه لبنان ولتزامه العمل مع حكومته إضافة إلى دعمه مشاريع تنمية وتطوير العديد من القطاعات لا سيما البنى التحتية والتربية والصحة». وقال كمارجا إن اللقاء مع عون كان «جيداً وأجرينا مشاورات اعتيادية. ومهمة البنك الدولي دعم البلدان في التنمية الاقتصادية الطويلة المدى». ولفت إلى «أننا نعمل على مجموعة مشاريع جديدة لدعم إصلاح عدد من القطاعات بما في ذلك إصلاحات ذكية في مجال تطوير البنى التحتية وقطاع المياه في لبنان». وكان عون التقى وفداً من الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ضم: عميد الوكالة جان بول دو غودمار، رئيسها سورين ميهي سيبمبينو، مدير الوكالة الإقليمي هيرفيه سابوران، الممثل الشخصي للرئيس عون لدى المنظمة الدولية الفرنكوفونية جرجورة حردان، ونائب رئيس مجلس إدارة الوكالة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش. وأشاد سابوران ب «مساهمات لبنان في جعل الفرنكوفونية حاضرة بفاعلية في مختلف الميادين الثقافية والحضارية». وذكر عون بأن «دور لبنان في الفرنكوفونية قائم في شكل بارز منذ ما قبل إنشائها كمنظمة جامعة للدول الناطقة باللغة الفرنسية، إلى اليوم، وهذا ما يحرص جميع اللبنانيين على الحفاظ عليه كجزء أساس من رسالة لبنان الحضارية في محيطه والعالم». والتقى عون وزير الخارجية الاسباني السابق ميغيل انخيل موراتينوس الذي يزور لبنان للمشاركة في احد المنتديات التي تعقد في بيروت. ورافق موراتينوس القائم بأعمال السفارة ريكاردو سانتوس، وجرى عرض للأوضاع العامة. انقسام «بعثي» إلى ذلك، وفيما أعلن رئيس كتلة نواب البعث، النائب عاصم قانصوه عن «مقاطعة الكتلة للمشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية «، مطالباً الحريصين على لبنان ب «تحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم والمبادرة بقبول هذه الاستقالة فوراً وإجراء استشارات نيابية تفضي إلى تكليف شخصية وطنية موثوقة لتشكيل حكومة مواجهة وصمود، تحمي لبنان ومقاومته، وتصون انتصاراته»، استهجنت القيادة القطرية اللبنانية لحزب البعث برئاسة نعمان شلق، «الموقف المتفرد للنائب قانصوه من استقالة الرئيس الحريري ومن وضع الحكومة الحالي، باعتباره موقفاً شخصياً لا طابع حزبياً له». الحريري يبحث التطورات مع عباس تلقى رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضح المكتب الإعلامي للحريري أنه «تم خلال الاتصال بحث التطورات اللبنانية والفلسطينية والمستجدات في المنطقة». إلى ذلك، أوضح مكتب عضو كتلة «المستقبل» النيابية كاظم الخير، أنه يزور الجالية اللبنانية في أستراليا، بتوكيل من الرئيس سعد الحريري و «تيار المستقبل»، وإن ذلك التوكيل «كان تم قبل أسبوع من اليوم، وذلك لحض اللبنانيين الموجودين في هذا البلد على تسجيل أسمائهم للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً بعدما أعلنت وزارة الخارجية السماح للبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، المباشرة بالتسجيل الإلكتروني للمشاركة في الانتخابات، وبعدما تم إطلاق موقع الكتروني خاص وتطبيق على الهواتف الذكية لخدمة جميع المغتربين اللبنانيين، وأصبح في متناول الجميع». وأشار مكتب خير إلى أن زيارته «ستشمل سيدني، ملبورن، بيرث وكانبيرا».