أطلقت القوات النظامية السورية عمليات عسكرية واسعة بالتعاون مع القوات الرديفة للقضاء على عناصر «جبهة النصرة»، في الخاصرة الشمالية الشرقية لريف حماة الشمالي والقرى التابعة لناحية الرهجان وتأمين طريق حماة - حلب، ومنع اختراقات فصائل المعارضة المتكررة عليه. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة ومحيط قريتي البويضة ومعركبة بريف حماة، الشمالي تعرضت لقصف من جانب القوات النظامية، في حين تواصل الطائرات الحربية قصفها مناطق في قرى الرهجان وقصر ابن وردان وسروج بريف حماة الشمالي الشرقي. وأضاف «المرصد السوري» أن القتال استمر منذ صباح أمس بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام» حالياً) على محاور في الريف الحموي الشمالي الشرقي، حيث تمكنت القوات النظامية من التقدم مجدداً والسيطرة على تلة خزيم بعد سيطرتها صباح أمس على قرية بليل وتل الطلوع، بعد هجوم وقصف مكثف. وزاد «المرصد» أن ليل الثلثاء - الأربعاء شهد استمرار الطائرات الحربية باستهداف مناطق سيطرة «جبهة النصرة»، ونفذت الطائرات عشرات الضربات على قرى ومناطق في الريف الحموي الشمالي الشرقي. واعتمدت القوات النظامية على خطة تقطيع أوصال المجموعات الإرهابية التي يتزعمها تنظيم «جبهة النصرة» في المناطق الشرقية لحماة، من خلال فرض مظلة نارية على جميع البلدات الخاضعة لسيطرتها وعزل تلك المجموعات المتحصنة فيها. وقال قائد ميداني إن وحدات من القوات النظامية بدأت في عملياتها العسكرية في هذا الجيب منذ ال25 من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، واعتمدت على كسر التحصينات التي أقامها تنظيم «جبهة النصرة» على مسافة يزيد طولها على 30 كيلومتراً موازية لطريق حماة حلب الدولي من الجهة الشمالية في المنطقة الواقعة شمال أثريا وشمال قرية الشيخ هلال على الطريق الدولي. وأضاف أن القوات النظامية «ركزت على تقطيع أوصال الإرهاب بإسناد من سلاح الطيران من خلال تدمير مراكز القيادة واستهداف الآليات والعربات التي تتحرك من داخل إدلب لتعزيز صفوف تنظيم جبهة النصرة» وأن الطائرات الحربية بددت «رتلاً كبيراً لإرهابيي النصرة مؤلفاً من 8 حاملات على متنها دبابات ثقيلة قادمة من قرية البويدر شمال السعن بنحو 60 كلم». وتابع أن القوات النظامية بدأت التقدم باستخدام وحدات الدخول السريع التي ركزت على فتح ثغرات نقاط أساسية، للعبور نحو مناطق وجود المجموعات الإرهابية وهي ثلاثة محاور: محور بلدتي الشحاطية وخربة رسم الأحمر شمال غرب أثريا، ومحور رسم الصوان شمال الشيخ هلال ومحور جويعد في الوسط، «ما خلق ضغطاً عنيفاً على جميع جبهات القتال وبالتالي تدمير هذه الجبهة بعد تشتيت الفصائل الإرهابية التي تكبدت خسائر كبيرة». وأشار إلى أن العمليات أسفرت عن السيطرة على عدد كبير من القرى أهمها الشحاطية وجب الأبيض وجب الجملان ورسم ميال ورسم الصوان وخربة رسم الأحمر ورسم الرحراحة وقرية الخفية ومزارع المشرفة وأبو لفة ومريقب الجملانة ووادي الزرزوب والارتوازية وجويعد وشم الهوى، «قبل أن تتكلل أمس الأول بالسيطرة على بلدة سرحا أبرز معاقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بعد الرهجان». وأوضح القائد الميداني أن تقدم القوات النظامية في ريف حماة الشمالي الشرقي «والانهيار السريع في صفوف الإرهابيين سيتيحان إعادة انتشار جديد في نقاط حساسة تسمح بسيطرة نارية وتمنع تقدم الإرهابيين نحو المناطق الآمنة وتطهير تلك القرى في هذا الجيب»، وبالتحديد بلدة الرهجان الاستراتيجية التي تعد الهدف الأهم للقوات النظامية «نظراً لكونها تضم أكبر تجمع سكاني وإشرافها على طرقات عدة في هذا الريف الشرقي». وبهذا تكون القوات النظامية تمكنت من تأمين الطريق الدولي من شرق السعن وحتى أثريا بعمق يزيد على 15 كيلومتراً بعد القضاء على أكثر من 100 من عناصر «جبهة النصرة»، وتدمير العديد من العربات بعضها مزود برشاشات ثقيلة وتفكيك عشرات العبوات الناسفة والعثور على مستشفى ميداني كان يستخدمه الإرهابيون لعلاج مصابيهم.