قرر الجيش الفرنسي نقل حوالى مئة جندي فرنسي من أبيدجان، لتعزيز القوة المنتشرة في مدينة غاو شمال شرقي مالي، بعدما كان أرسل 30 جندياً إلى كيدال (شمال)، حيث تبادل جنود ماليون أمس النار مع مجموعات مسلحة بينها حركة تمرد الطوارق، بعد أربعة أيام من معارك دموية شهدت مقتل 36 شخصاً بينهم مسؤولون محليون و8 عسكريين. وتسيطر «الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، (حركة تمرد الطوارق) المطالبة بالاستقلال، على جزء من كيدال التي تبعد أكثر من 1500 كيلومتر شمال شرقي العاصمة باماكو. ورسمياً، جاء قرار إرسال مئة جندي فرنسي إضافي لتسهيل عملية تبديل القوات في غاو التي يتمركز فيها ألف عسكري فرنسي من أصل 1600 ينتشرون في كل أرجاء مالي. والمدة الزمنية لانتشار العسكريين الفرنسيين في مالي محددة بأربعة أشهر. وكانت باريس أعلنت الثلثاء إرجاء إعادة انتشار متوقعة لقواتها العسكرية في الساحل «بضعة أسابيع»، ومددت عملية «سيرفال» في مالي للفترة نفسها. وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف في نواكشوط بأن «العنف الذي تشهده كيدال ويضرب نيجيريا، يتطلب تعاوناً أوثق بين دول المنطقة، خصوصاً في مجال الاستخبارات وتنظيم عمل قوات الأمن، تمهيداً لفرض احترام الحقوق الأساسية للإنسان، ومنع انتصار الحرب في أي مكان». إلى ذلك، طالب وزير الخارجية المالي عبدالله ديوب مجلس الأمن بتعزيز مهمة بعثة الأممالمتحدة، ونزع أسلحة المتمردين الطوارق بعد أعمال العنف في كيدال، مؤكداً أن الحكومة ستفي بالتزامها إقامة «حوار جدي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي مع متمردي الطوارق». ودعت الجمعية الوطنية المالية (البرلمان) «الدول الصديقة» إلى عدم مساعدة الحركة الوطنية لتحرير أزواد المتهمة بتنفيذ إعدامات شمال البلاد، خصوصاً كيدال. وتحدثت عن «التواطؤ الذي يزداد بين الحركة والجماعات الإرهابية» التي احتلت شمال البلاد لمدة عشرة أشهر بين 2012 ومطلع 2013.