أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد «عدواناً عسكرياً ومباشراً من النظام الإيراني». وقال في اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن الإجراء الإيراني قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد السعودية. ودان جونسون إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على الرياض، واستنكر الاستهداف المتعمد للمدنيين، مؤكداً وقوف بريطانيا مع السعودية في مواجهة التهديدات الأمنية. وأكدت السعودية تورط إيران في دعم الجماعة بقدرات نوعية من الأسلحة، في تحدٍ واضح وصريح للقرار الأممي 2216. واعتبر مجلس الوزراء إطلاق الصاروخ على الرياض بتورطٍ إيراني، عدواناً صريحاً يستهدف دول الجوار والأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم، وأكد حق المملكة في الدفاع الشرعي عن أراضيها وشعبها. ورحبت واشنطن بالتصريحات السعودية، التي أظهرت «دور إيران الشرير في اليمن وتزويدها ميليشيات الحوثي بأنظمة صاروخية خطرة». وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أن أميركا والسعودية تعملان معاً لمحاربة المتطرفين وإنهاء «نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». وقال المتحدث باسم «بنتاغون» أدريان رانكين غالاوي: «نواصل الحفاظ على علاقات دفاعية قوية مع المملكة العربية السعودية، ونعمل معاً بخصوص الأولويات الأمنية المشتركة لتشمل العمليات القتالية ضد الجماعات المتطرفة العنيفة وإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». واعتبرت إيران الاتهامات التي وجهها إليها الأمير محمد بن سلمان «مخالفة للواقع». وذكرت وكالة «فرانس برس» أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون، إن ما قاله المسؤولون السعوديون «مخالفة للواقع وخطيرة». وقال مسؤول إيراني كبير إن «السعوديين والأطراف الداعمة لهم يعلمون أن من الخطأ القول إن إيران أرسلت صواريخ إلى اليمن». وتابع: «هل من الممكن من وجهة نظر عسكرية إرسال صواريخ ضخمة إلى اليمن حين تكون كل السفن قرب سواحل هذا البلد في حالة استنفار لاعتراض أي حمولة أسلحة نحو اليمن؟». في موازاة ذلك، جددت ميليشيات الحوثي تهديدها باستهداف المطارات والموانئ المدنية في السعودية والإمارات، وبعد تهديد الناطق باسمها محمد عبدالسلام عبر حسابه على «تويتر» أمس، بضرب الملاحة الدولية في البحر الأحمر رداً على أي تحرك عسكري لقوات التحالف والشرعية اليمنية على الساحل الغربي لليمن، نشرت وكالة الأنباء «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون بياناً قالت فيه: «كل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية بالنسبة إليهم ستكون هدفاً مباشراً للسلاح اليمني المناسب». وكشفت ميليشيات الحوثي أمس، امتلاكها صواريخ بحرية زعمت أنها صناعة محلية تحمل اسم «المندب»، مشيرة إلى أن رئيس المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين صالح الصماد (المدرج على قائمة سعودية تضم 40 حوثياً مطلوبين في جرائم إرهابية)، زار مدينة الحديدة الساحلية لحضور حفل تخرج في إحدى الدورات العسكرية. وبعد يومين من استهداف الرياض بصاروخ باليستي، أطلقت عناصر حوثية مقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية على أحياء سكنية في مدينة نجران (جنوب السعودية) أدت إلى إصابة مواطن وطفلته، إضافة إلى مقيمين اثنين من الجنسية الهندية، وتم نقلهم جميعاً إلى المستشفى لتلقي العلاج. وشنت مقاتلات التحالف العربي أمس، غارات عنيفة على مواقع ومعسكرات تدريبية للميليشيات في محافظة حجة (شمال غربي البلاد). ونقل الموقع الإلكتروني التابع للجيش «سبتمبر.نت» أن غارات جوية استهدفت معسكراً تدريبياً للميليشيات في قرية حضن بمنطقة هران، التابعة لمديرية أفلح والواقعة بين سوق المحرق والمحابشة. وأشار الموقع نقلاً عن مصادر إلى أن الغارات استهدفت أيضاً اجتماعاً لقيادات كبيرة في الميليشيات في أحد المباني بالمنطقة، يُعتقد أن صالح الصماد كان موجوداً فيه. وأكدت المصادر أن الصماد كان غادر الإثنين محافظة الحديدة إلى محافظة حجة، بعد حضوره عرضاً قتالياً لعناصر الميليشيات برفقة وزير الدفاع اللواء محمد العاطفي، بعد يوم من إعلان التحالف العربي مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن 40 قيادياً حوثياً كان الصماد من ضمنهم. وأشارت المصادر إلى أنه عقب مغادرة الصماد الحديدة، زار مديريتي عبس وأسلم التابعتين لمحافظة حجة، ومن ثم اتجه إلى مديرية المحابشة صباح أمس، التي تم استهداف اجتماع قيادات الميليشيات فيها.