تقول فران مايرز، المنتجة المنفذة لبرنامج «اليوم» الذي تبثه قناة «الحرة»، إن أي برنامج مهما كان ناجحاً لا يمكنه لوحده أن يحمل محطة تلفزيونية كاملة، لكنه يستطيع بكل سهولة أن يشكل جزءاً مهماً من الشخصية التي تريد تلك المحطة أن تقدمها الى المشاهدين. والمتابع برنامج «اليوم» الذي احتفل قبل أسابيع بسنته الثانية، يعترف بأنه قدّم جديداً مختلفاً عما عهدناه في الفضائيات العربية، وإن كان مثله منتشراً بصيغ عدة في المحطات العالمية، خصوصاً الأميركية والأوروبية. «اليوم» هو أول برنامج يومي (خمسة أيام في الأسبوع) في الشرق الأوسط يُبث في آن من دبي والقاهرة والقدس وفيرجينيا الأميركية حيث المقر الرئيسي ل «الحرة». مدته ثلاث ساعات، ويأتي بعد برنامج الصباح بالتوقيت الأميركي المحلي، لكنه معد لأوقات الذروة المسائية في المنطقة العربية. تقول مايرز ل «الحياة»: «الفكرة هي أن يكون هناك برنامج إخباري يتجاوز الأخبار المجردة التي تبثها كل المحطات بما فيها «الحرة». إنه أبعد من الأخبار وما بعدها. معلومات وتحليلات ومنوعات وفق أسلوب أميركي معروف». وتضيف: «هناك مئات المحطات الفضائية الناطقة بالعربية، والسؤال أمامنا هو: بماذا يمكننا أن نختلف ونتميز؟ الجواب يكمن في معادلة تعطي أربعين في المئة من الوقت للأخبار، ثم التفرغ لقضايا متنوعة اجتماعية ونسائية وصحية وطبية وتربوية وغيرها». وتؤكد «أن الهدف هو العائلة بكل أعضائها، الرجال والنساء، الصغار والكبار. والاعتماد الأساس هو على استضافة خبراء واختصاصيين في كل الحقول. وهذا الأمر يرتبط بالأوضاع العامة في العالم العربي. فخلال مرحلة الأحداث التونسية والمصرية كان الضيوف من العارفين بدقائق الظروف ومن المسؤولين الذين يمثلون كل الاتجاهات». ورداً على سؤال حول ردود فعل المشاهدين وتجاوبهم مع هذا البرنامج، تقول مايرز: «الإحصاءات الأولية تشير الى اتساع دائرة الوصول الى المشاهدين في دول عربية عدة. ومن الدلائل المهمة في هذا المجال أن الضيوف الخبراء والاختصاصيين هم أنفسهم أشد حرصاً على الظهور مجدداً في البرنامج، ما يظهر رغبتهم في التواصل مع الجمهور بعد أن تكون وصلتهم ردود الفعل المباشرة منهم». وبرنامج «اليوم» ليس نتاج شخص معين أو مكتب معين، بل هو حصيلة جهود أكثر من 130 صحافياً وصحافية موزعين في مكاتب «الحرة» المنتشرة في أنحاء العالم العربي. لكن مايرز تقول إن طموحها الآن هو الحصول على موازنة جديدة من أجل تعزيز البرنامج وتطويره، وبالتالي تعزيز انتشار «الحرة»، في المنطقة المغاربية. وهي تقدمت بالفعل بخطة إلى مجلس الإدارة على أمل تخصيص المبالغ اللازمة لذلك. وتعليقاً على فكرة أن هناك موقفاً سلبياً مبدئياً من «الحرة» باعتبارها محطة تمولها الحكومة الأميركية، تجيب مايرز انها تأخذ في الاعتبار هذا الوضع، «لكن على المشاهد أن يحكم من خلال ما نقدمه في البرنامج. نحن لا نقول شيئاً مفروضاً علينا من آخرين، بل نصر على الاعتدال وعلى انتهاج سياسة متوازنة». وتوضح قائلة: «إن برنامج «اليوم» مميز لأنه ليس إخبارياً فقط، وإنما هو يتجاوز البرامج السياسية من حيث تقديمه حزمة من القضايا التي تمس حياة قطاعات واسعة من الناس بصرف النظر عن التوجهات السياسية الحدثية». وتقول مايرز: «لا توجد أية قضايا محظورة لدينا، كل شيء مطروح للنقاش بما في ذلك المسائل الدينية. البرنامج يتناول الفساد والبطالة في صفوف الشباب ووضع المرأة في المجتمعات العربية والحراك السياسي عند الجيل الجديد... وغيرها. المسألة بالنسبة إلينا ليست في الموضوعات التي نغطيها بل في كيفية تغطيتها. وهنا بالذات تكمن ميزة برنامجنا». وأخيراً تذكر مايرز أنها الآن بصدد التعاقد مع عدد من العناصر المهنية الجديدة لبرنامج «اليوم» ولقناة «الحرة». وهي تدرك أن أي برنامج ناجح لا يمكنه أن يعيش على أمجاده الراهنة بل عليه أن يواكب الأحداث من أجل «تتبع الحقيقة والكشف عن القصص المستترة»... وبهذا يكون البرنامج نافذة على العالم من خلال تغطيته آخرَ الأخبار العالمية، إضافة طبعاً الى الصحة والرياضة والتكنولوجيا والثقافة والقضايا الاجتماعية.