مات الأمير المحبوب وغيوم الحزن تغطي سماء عسير، ودموع القهر ترتسم على وجه أهالي المنطقة، ففي كل مناسبة وقبل مغادرته المكان يرفع يده اليمنى ملوحاً لهم بالوداع، ودائماً ما تجده يتفقد الخدمات ويقف على أحوال المواطنين في منطقة عسير، لكن لم يتوقع الجميع أن رفع تلك اليد سيكون الأخير. في حين أطلق مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي وسمين في تويتر بعنوان #تحطم_طايرة_مروحية_عسير، و#وفاة_منصور_بن_مقرن_ومرافقيه#، إذ وصل الوسمان إلى الترند، وتداول المغردون تغريدات وسنابات عن أبرز ما قام به نائب أمير منطقة عسير من أعمال تجاه أهالي المنطقة. وفِي أولى التغريدات والتي تعدى عدد الرتويات لها أكثر من 10 آلاف رتويت كانت من سناب الامير منصور إذ ذكر فيها «أمس كان لي سنابة عن أبها الجميلة وبحيرتها الاجمل وكان فيه تعليق غير جيد وين أبها الجميلة أبها لا يوجد فيها غير القرود»، وعلق الأمير رحمه الله بأن هذا التعليق أصابه في مقتل لأنه يعشق ابها التي تأسست قبل 600 سنة قبل الميلاد وأبها البساتين هي الحضارة الوحيدة قبل الميلاد والمكتفية ذاتياً، وكانت بلقيس ملكة سبأ تحمل الهدايا من أبها لسليمان عليه السلام، فأبها يا سادة المتلألأه في جنباتها صنعت تاريخاً». وفِي تغريدة ثانية ممازحاً أحد المواطنين في أحد المهرجانات بأبها قائلاً له: «الله يطولي عمرك على رأسي إن شاء الله». كما استذكر المغردون صورة عفوية للأمير منصور بن مقرن وهو يحتضن أطفاله في إحدى حدائق مدينة أبها، وكذلك حضوره مع ابنه في بداية العام الدراسي وهو في الصف الاول الابتدائي، إذ ألقى كلمة في اليوم التمهيدي معتبراً حضوره كأب لجميع الأطفال وليس ابنه فقط.ومن الأعمال الخيرية التي استذكرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تلك المسنة التي كانت تبكي ولما سألها الأمير منصور عن سبب بكائها قالت ابني مسجون في قضية دين 260 الفاً قال لها ابنك «بكرة يفطر معك». ومن الأعمال الجميلة له والتي أشار لها المغردون عندما استوقف أحد المواطنين وهو يتفقد أحد المشاريع بالقرب من بيت المواطن إذ قال له اذا ما خلص المشروع خلال ثلاثة أشهر فلك الحق فيتقديم شكوى ضدي لأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد. كما أعاد المغردون في الوسم أداء الأمير منصور القسم أمام خادم الحرمين الشريفين عند تكليفه نائبا لأمير عسير، وعلق عليه العديد من المتابعين بأنه حفظ الأمانة وأدى الرسالة تجاه مليكه ووطنه.