أعلنت «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) إغلاق الإصدار الذي قامت به شركة «خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام» (أدكوب) لسندات بقيمة 3 بلايين دولار، والذي يُعتبر من أكبر إصدارات السندات لجهة غير سيادية في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت أن الإقبال على السندات فاق القيمة المطلوبة بأكثر من ثلاث مرات ونصف، وبلغت قيمة طلبات الاكتتاب أكثر من 11 بليون دولار، مدفوعة بطلب قوي من جهات استثمارية من مختلف أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط. وتأتي هذه السندات التي أصدرتها «أدكوب»، المملوكة بالكامل لمجموعة «أدنوك»، تماشياً مع استراتيجيتها الجديدة للنمو والهادفة لتعزيز الإدارة الاستباقية والمرنة لمحفظة الأصول ورأس المال. وتمتلك «أدكوب» خط أنابيب بطولٍ يبلغ نحو 406 كيلومترات ينقل النفط الخام الذي تنتجه «أدنوك البريّة» من مركز للتجميع في إمارة أبوظبي إلى ميناء الفجيرة الذي تنطلق منه العديد من شحنات النفط الخام إلى الأسواق العالمية. ويعد الخط أحد أهم الأصول الاستراتيجية لقطاع النفط ومن أهم المشاريع الحيوية في دولة الإمارات، ويتيح حالياً نقل نسبة مهمة من إجمالي إنتاج دولة الإمارات من النفط الخام من إمارة أبوظبي مباشرة إلى بحر العرب مستفيداً من الموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة، من دون المرور بمضيق هرمز. وتعد «أدنوك البريّة» الشركة الأكبر في استخراج النفط من العمليات البرية في مجموعة «أدنوك». ويصل إنتاجها بعد عمليات التطوير التي انتهت العام الجاري إلى 1.8 مليون برميل يومياً وتشكل أكثر من نصف إنتاج الإمارات من النفط الخام والذي يبلغ حالياً 3 ملايين برميل يومياً. وأكدت «أدنوك» في بيان أمس، أنها «ستستخدم عائدات الإصدار لدعم خطط النمو الطموحة وتمويل برامج الاستثمارات المستقبلية»، وأشارت إلى أن «إدارة عملية الإصدار نُسّقت من قبل مجموعة من البنوك تضم بنك أبوظبي الأول، وبنك أتس أس بي سي، وجي بي مورغان، وميتسوبيشي UFG، كما ساهمت أيضاً بنوك بي ان بي باريبا، وسيتي غروب، وميزوهو سيكيوريتيز، وسوسيتيه جنرال، وستاندرد تشارترد في عملية الإصدار، في حين عملت موليس آند كومباني مستشاراً مالياً لمجموعة أدنوك». وقال الرئيس التنفيذي ل «أدنوك» ومجموعة شركاتها سلطان أحمد الجابر، إن «هذا الطرح حظي بإقبال كبير من المستثمرين في مختلف أنحاء العالم، كما تم تسعيره بشكل مناسب»، مؤكداً أن «الإصدار يعتبر مثالاً ملموساً عن المبادرات الجديدة التي تقوم بها أدنوك للإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول، بما فيها مشاريع البنية التحتية، بهدف تحقيق أفضل قيمة من الأعمال والمشاريع كافة». وأضاف أن «هذه الخطوة أتاحت الاستفادة للمرة الأولى من خيارات التمويل الموجودة في الأسواق العالمية، ما يُمهّد الطريق أمام مزيد من الخيارات المُجدية على المدى البعيد». وأشار إلى أن «هذه السندات تساهم في تعزيز جهودنا لتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية، كما أنها تمثل فرصة أمام الجهات الاستثمارية والشركات العاملة في قطاع البنية التحتية للدخول في شراكات وثيقة ومجدية مع أدنوك في عدد من المشاريع الناجحة». ويتماشى إصدار السندات، الذي تم طرحه على مستوى الأصول التابعة للمجموعة، ضمن الاستراتيجية الشاملة التي تعتمدها «أدنوك» لتعزيز القيمة وتحرير رأس المال من محفظة الأصول الكبيرة والمتنوعة التي تمتلكها في قطاع البنية التحتية. وتدرس الشركة إنشاء مشروع للبنية التحتية في قطاع الطاقة بهدف تحقيق قيمة أكبر وضمان الاستفادة المثلى من محفظة الأصول، ومن المحتمل أن يشمل المشروع تجميع بعض أصول البنية التحتية الخاصة بقطاع الطاقة مثل خطوط أنابيب ومرافق تخزين النفط والغاز والمنتجات المكررة.