كشفت دراسة حديثة أجراها مسؤول في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن 44 % من أصحاب السوابق يمارسون العنف بشكل مستمر تجاه الأطفال، وأن 70 % من السجناء الموقوفين بسبب قضايا عنف أصابوا أطفالا بجروح. وطالب المشاركون في الحلقة العلمية التي تتناول قضايا الأحداث والعنف الأسري، أمس، بالعمل على إجراء بحوث ودراسات توضح العلاقة بين تعدد الزوجات وتزايد حالات العنف تجاه الأطفال. وقال المشرف العلمي بكلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالله غانم خلال مشاركته أمس في الحلقية العلمية «قضايا الأحداث والعنف الأسري» بورقة عمل بعنوان «مستقبل الأحداث من ضحايا العنف الأسري»، بمقر جامعة نايف العربية ردا على سؤال مشارك من منسوبي دار الملاحظة الاجتماعية بالرياض «إن الزوجة الثانية تجعل رب الأسر ينصرف عن زوجته الأولى، بالتالي يقل اهتمامه بها وبأنبائه منها». وتساءل «هل الزواج بامرأة أخرى عنف أسري؟». وأكد أن الإجابة على هذا السؤال لا بد أن تأتي من خلال البحوث والدراسات العلمية. وكشف المشرف العلمي بكلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن العنف الأسري يهيئ الأطفال للاستجابة للسلوك الإجرامي، مشيرا إلى أن دراسة قام بها على عينة شملت 100 سجين في المملكة نصفهم من أصحاب الجرائم العنيفة، والنصف الآخر من أصحاب الجرائم غير العنيفة وكانت أعمار العينة تتراوح ما بين 25 إلى 35 عاما، أفادت بأن الخصائص الديموجرافية لعبت دورا هاما في تحول المعنفين أسريا من مرحلة التهيؤ إلى مرحلة الإقدام الفعلي على الانحراف. وقال إن الدراسة أوضحت أن الحالة الزوجية لها دورها في زيادة تهيؤ المبحوثين، حيث إن 73 % منهم لم يسبق لهم الزواج ما تسبب في التهيؤ للإقدام على الإجرام، وأن 43 % من المبحوثين هم من الأميين وتزيد هذه النسبة إذا أضفنا إليها نسبة من تركوا التعليم في المرحلة المتوسطة لتصل إلى 77 %. وزاد بأن 42 % من العينة عاطلين عن العمل، حيث أوضحت الدراسة بأن للوضع التعليمي علاقة في العنف الأسري حيث أن 49 % من آباء المبحوثين أميين، وبأن 79 % من أمهاتهم أميات. كما كشفت الدراسة عدم وجود فرق كبير في الدخل والمهنة التي يمتهنها أفراد المجموعتين، كذلك عدم وجود فرق كبير في الخلفية الريفية حيث تبين أن ما نسبته من 70 % - 74 % من المجموعتين ولدوا في بيئة حضرية، كما كشفت الدراسة تدني المستوى التعليمي بين آباء وأمهات المجموعتين. وقال غانم إن من مظاهر ثقافة العنف التي خضعت لها العينة لم تكشف عن وجود فرق كبير بين المجموعتين في الأسلوب المتبع في التنشئة، حيث إن ما نسبته 40 % - 42 % وكذلك 50 % - 60 % من هذه الأسر كانت تتبع الجمع بين الثواب والعقاب في التربية. وأشار إلى أن الدراسة بحثت عن قضية التسلط في أسر المبحوثين، وبينت أن 42 % من مرتكبي العنف يكرهون تسلط آبائهم، مقابل 58 % في أسرة مرتكبي الجرائم غير العنيفة، فيما تبين من خلال الدراسة حدوث شجار بصفة دائمة في أسر المجموعتين بنسبة 18 % - 20 % فيما كشفت الدراسة عن ندرة حدوث شجار بنسبة 50 % في أسر أصحاب الجرائم غير العنيفة. وكشفت الدراسة عن حدوث طلاق بين والدي المبحوثين بنسبة 28 % - 32 %، وذلك في مرحلة الطفولة من عمر 15 عاما فأقل، كما كشفت أن في تلك السن يعبر الطفل عن الغضب. وقال غانم إن الدراسة كشفت أن 74 % من مرتكبي جرائم العنف قد تعرضوا لاعتداءات من جانب أسرهم تركت فيهم آثارا ممثلة في جروح عميقة أو كسور، وأن 44 % من المبحوثين اعتنقوا ثقافة العنف. وأوضح المشرف العلمي أن الدراسة تطرقت إلى المواقف الصعبة التي مرت بها المجموعتان تحت الدراسة حيث كشفت أن 56 % - 62 % قد تعرضوا لاعتداء وإيذاء أفضى إلى عاهة أو ترك جروحا عميقة. وعن إيذاء الآخرين، كشفت الدراسة أن ما نسبته 56 % - 70 % من العينة أصابوا أطفالا آخرين بجروح، أما ما يخص السوابق الجنائية والعودة إلى السجون بين أفراد المجموعتين فإن ما نسبته 36 % كانت أسرهم تسخر منهم، وأن ما نسبته 56 % تعرضوا لعاهة جسدية و 8 % منهم تشاجروا مع زملائهم في فترة الشباب، و 44 % سبق لهم دخول السجن وهم من أصحاب السوابق، و 26 % استخدموا السكاكين في الشجار و 26 % استخدموا العصي، و 62 % تحولوا إلى جرائم عنف حيث إن العنف يهيئ الأطفال للعنف