أبيدجان، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلن أمس صديقي كوناتي الناطق باسم غيوم سورو، رئيس وزراء الحسن وترة، الرئيس المعترف به دولياً في ساحل العاج، بدء الهجوم على أبيدجان، المعقل الأخير للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. وقال: «تحركت قواتنا عبر أربعة ممرات، ونحاول إرساء الأمن خلال عبورنا الى حي بلاتو وسط أبيدجان، حيث القصر الرئاسي، وحي كوكودي» (شمال). جاء ذلك بعد ساعات على تأكيد سورو ان «الوقت حان لشن هجوم سريع» على أبيدجان التي طوقتها قوات وترة في الأيام الثلاثة الأخيرة، ونفذت عمليات فيها لمضايقة قوات غباغبو. وقال: «بات الوضع ناضجاً لمهاجمة قوات غباغبو التي يسود ذعر في صفوفها، وسننفذ عملية سريعة بعدما حددنا عدد الدبابات التي تملكها، ويجب أن يثق العاجيون بقواتنا». وصباح أمس، تمركزت شاحنات تقل رجال وترة وتحمل مدافع رشاشة على طريق سريع، على مشارف أبيدجان. وقدرت مصادر عدد مقاتلي وترة ب 4 آلاف خارج أبيدجان و5 آلاف داخلها. لكن قوات غباغبو تملك آليات مدرعة ومدفعية ثقيلة، وشكلت درعاً بشرية ضمت مئات من الشبان الموالين له حول القصر الرئاسي، وتلقت شحنة معنوية أول من أمس بعودة قائد الجيش الجنرال فيليب مانغو لتولي مسؤولياته، بعدما لجأ مع عائلته الى سفارة جنوب أفريقيا الأربعاء الماضي. وأعلنت قيادة قوات غباغبو انها تضمن أمن الفرنسيين المقيمين في ساحل العاج، وذلك بعدما اتهمت الأممالمتحدة قوات وترة بقتل مئات من الأشخاص في الغرب، علماً أنها أوفدت مساعد أمينها العام لشؤون حقوق الإنسان ايفان سيمونوفتش الى أبيدجان لتقويم الوضع. وهو أبدى فور وصوله «قلقه الشديد من تدهور وضع حقوق الإنسان بعد المجازر في الغرب والانتهاكات العديدة في حق المدنيين». واحتج معسكر وترة بشدة على هذه «الادعاءات» مؤكداً ان جميع القتلى من «الميليشيات». وأعلن إحصاء 152 جثة في مدينة دويكوي الغربية وليس مئات، مشيراً الى أن بعثة الأممالمتحدة في بلاده كانت «غائبة» عن مجازر الغرب. وفي بيروت انصرف كبار المسؤولين الى معالجة الأوضاع الأمنية للجالية اللبنانية في ساحل العاج نظراً الى تفاقم أوضاعهم هناك. وانصبت الجهود على تأمين نقل الآلاف منهم من أبيدجان سواء عبر الجو أو عبر البحر الى ميناء أكرا في غانا، وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اتصالات في هذا الصدد مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والعاهل الأردني عبدالله الثاني الذي يشارك جنوده في قوات الأممالمتحدة هناك، وطلب المساعدة في تأمين ممر آمن لحوالى 8 آلاف لبناني يودون مغادرة العاصمة، الى ميناء أبيدجان، لنقلهم الى أكرا. وشكّل الحريري فريق عمل طلب إليه التوجه الى أبيدجان أو أكرا، للإشراف على إجلاء الرعايا اللبنانيين حين تصبح العملية ممكنة. كما أجرى الحريري اتصالات بالحكومة الفرنسية من أجل ضمان مساعدة القوات الفرنسية لانتقال أبناء الجالية الى مطار أبيدجان بعد أن تسلمت هذه القوات أمنه، بحيث يتمكن من يريد المغادرة عبره إذا استطاعت طائرات شركة «طيران الشرق الأوسط» الهبوط فيه. ويتراوح عدد أبناء الجالية هناك بين 70 و80 ألف شخص.