اتهم «المجلس الموقت لميدان آزادي» في السليمانية، السلطاتِ في إقليم كردستان باعتقال 25 متظاهراً خلال اليومين الماضيين، وإدخال «مندسين» يرتدون ملابس مدنية لإرباك التظاهرات، في وقت يستعد مجلس المحافظة لإعلان مشروع للخروج من الأزمة. ويزداد التوتر في الميدان مع اقتراب ظهيرة كل يوم، حيث تغلَق الساحة وتتوالى الخطب والشعارات. وقالت الناطقة باسم المجلس الموقت ناسك قادر، في تصريح إلى «الحياة»، إن «المعتصمين منذ 43 يوماً تعرَّضوا خلال اليومين الماضيين لاستفزازات وحملة اعتقالات طاولت 25 مواطناً كانوا جالسين في المقاهي القريبة من الساحة». ولفتت إلى أن «هذه التصرفات من شأنها أن تزيد غضب الشعب، ونحمل سلطات الإقليم مسؤولية ما يحدث في المدينة». وأضافت: «نحن نعرف كيف نتعامل مع عناصر القوات الامنية الذين دخلوا الساحة بملابس ومركبات رسمية، وقد رشقناهم بالورود والحلويات، لكن عندما يرسلون أشخاصاً بملابس مدنية ويخلقون مشاكل بين المعتصمين، فلا نعرف كيف سيكون التصرف معهم». وزادت أن «إرادة الجماهير ليس في الاعتصام فقط، وإنما في الاستمرار بالنضال المدني، لغياب القانون. وأتساءل: في أي دولة يُقتل متظاهرون من دون أن يحاسَب شخص واحد». من جهتها، اتهمت اللجنة الأمنية في السليمانية في بيان «أشخاصاً يسعون إلى استغلال التظاهرات السلمية بكل الطرق لتأجيج الوضع وإثارة القلاقل في السليمانية والمدن الأخرى»، مشيرة إلى أن «الأجهزة الأمنية تعرضت إلى رشق بالحجارة». إلى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة السليمانية كاوه عبد الله في تصريح إلى «الحياة»، إن المجلس «سبق أن دعا السلطات إلى التهدئة، لكن من دون جدوى، وهؤلاء الذي يطلقون النار على المتظاهرين لم يُعتقل منهم احد، وقررنا في المجلس دعم مطالب المتظاهرين، وطالبنا باستمرار التظاهرات ولكن في شكل سلمي». وتشهد السليمانية تظاهرات واعتصامات مستمرة منذ 17 شباط (فبراير) الماضي، للمطالبة بتقديم مطلقي النار على المتظاهرين إلى العدالة، وإجراء إصلاحات سياسية واسعة.