كلّف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» (صاحب أكبر كتلة في البرلمان)، جمال ولد عباس، بتمثيله في منتدى موسكو أمس، رغم أن الأخير لا يشغل أي منصب رسمي. ويُعتقد أن التكليف الرئاسي أتى بمثابة إبعاد موقت لولد عباس عن الحملة الانتخابية بعدما أفرط في الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة. وغادر ولد عباس حملة حزبه لانتخابات المجالس المحلية في شكل مفاجئ، فور تلقيه تكليفاً من الرئيس بوتفليقة بتمثيله في روسيا أمس. وفوض ولد عباس وزيرين سابقين لينوبا عنه في الحملة أثناء غيابه، هما عبد السلام شلغوم وبوجمعة طلعي. وتزامن سفر ولد عباس مع إطلاق رئيس الحكومة أحمد أويحيى حملة حزبه «التجمع الوطني الديموقراطي» الانتخابية، بعد أن كان أعلن حصر تنظيم التجمعات الانتخابية بيومي الجمعة والسبت، نظراً لالتزاماته الحكومية. ولم يشأ أويحي، الخوض في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة كما فعل ولد عباس، بل اكتفى بشنّ هجوم عنيف ضد المعارضة، قائلاً إن «زمن المراحل الانتقالية ولى»، وتطابق موقفه مع مضمون رسالة بوتفليقة لخصومه في ذكرى الثورة الأربعاء الماضي. وتابع أويحيى هجومه ضد أحزاب المعارضة، وقال إنها «تبيع الأوهام للمواطنين بينما التجمع الوطني الديموقراطي لم يأت من أجل إلقاء خطب لا تسمن ولا تغني من جوع». ودافع أويحيى عن بوتفليقة، معتبراً أن «على البعض ألا يقلق نفسه، الجزائر بخير وذلك بفضل مؤسساتها المستقرة التي تتغير كل 5 سنوات ورغم هذا نسمع البعض يتحدث عن مرحلة انتقالية ومؤسسات من دون شرعية، لكن في الواقع هذا لا يطعن في رئيس الجمهورية ولا في البرلمان وإنما يطعن فيكم أنتم أهل الدار». وأثار موضوع الانتخابات الرئاسية ردود فعل من قبل قيادات حزبية معارضة، إذ تهكم رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية عبد المجيد مناصرة على كلام ولد عباس، وقال:» إذا كان الرئيس المقبل معلوم من الآن فلمذا ننظم انتخابات رئاسية أصلاً». كما رأى رئيس «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» محسن بلعباس أن حديث ولد عباس «مثير للسخرية». وأضاف: «ولد عباس رجل غير نافذ والانتخابات الرئاسية تُقرَر على مستويات أعلى لا ينتمي إليها». ويُعتقد أن تصريحات زعيم الغالبية أحرجت حلفاء الرئيس، وفي حين لم يرد عليها أويحيى مباشرة، ناب عنه ممثله بلقاسم ملاح، الذي قال في تجمع شعبي في محافظة بجاية: «نحن أمام انتخابات بلدية أما الرئاسية بعيدة وتُصنع في الصناديق، فلا تستمعوا إذاً لأي كلام في هذا السياق».