خطاب خادم الحرمين الشريفين المختصر البليغ، ولفتته العفوية بالدعاء له، هالة من الطيبة، والخير العميم في أسمى وأعلى وأشمل صور الخير ، خطابه تعبير صادق شفاف، من القلب إلى قلوب الشعب، وعطاء بلا حدود، فياض يفوق ما توقعه الناس، إحقاق للحق، وتوطيد للعدل، ونُصرة للأمة، وعطاءات شاملة، ملكٌ جبله الله على الخير. إنه نُصرةٌ الحق والشعب، ولن تفيه كلمات الثناء، فهو أعلى من الثناء، ولكي نوفيه حقه من التقدير والتبجيل وتحقيق تطلعاته، لابد أن نكون بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، فقراراته الخالدة تحمِّلنا جميعاً مسؤولية وأمانة جسيمة، وعلينا أن نكون أهلاً لها، وذلك بالمشاركة الفاعلة في تنفيذ أوامره بحذافيرها وبكل دقة، واتباع توجيهاته بمثابرة وإجادة تامة. حان دور المؤسسات والإدارات في القطاعين العام والخاص للالتزام التام بتوجيهاته الأبوية، وذلك بالتخلص من البيروقراطية المعوِّقة، والعمل بالأنظمة الإلكترونية الحديثة والمتطورة والكفيلة بإنهاء التأخير والتعطيل والفوضى، إذ لا مجال فيها للواسطة أو التصرف بحسب الأمزجة أو المحسوبية، فلا يعقل بعد كل هذا أن نرى الملفات الخضراء والتزاحم الفوضوي، كما رأيناها في ملتقى التوظيف؟ وكان بالإمكان إعطاء كل طالب عمل رقم الدور (السرا) بحسب الهوية الوطنية وإعلانها بالصحف، فيأتي كل واحد في دوره وفي اليوم والساعة المحددة مع كامل الأوراق المطلوبة والمحددة سلفاً عبر «النت» أو الرسالة النصية على جواله. وعلينا جميعاً المتابعة وعدم التردد للتبليغ عن أي قصور أو نقص أو مخالفة، لأن الساكت شريك الفاعل! مع بذل المجهود اللازم الكفء في أداء المهام والأعمال، والمشاركة الفاعلة في المناشط الاجتماعية، والتزود الحثيث بالعلم والمعرفة بالدراسة الجادة والانكباب على قراءة الكتب للاستزادة من الثقافة، وزيارة المكتبات العامة (المنتشره في المواقع المختارة المناسبة)، فالمكتبات تأتي بعد المساجد في الأهمية، والمطاعم تأتي في الآخر! وبقدر ثنائنا على الملك عبدالله، علينا أن نعرف كيف نترجم تطلعاته إلى أفعال، يجب ألا ننتظر من يدفعنا دفعاً كي نتحرك! أو من يحاسبنا حساباً عسيراً كي نلتزم! أو يعاقبنا عقاباً شنيعاً صارماً كي نتجنب الهفوات والمخالفات المفضية للفساد، علينا ألا ننتظر الذين يصنعون لنا كل المصنوعات، ونتعلل نحن بأننا نشتريها منهم ب «فلوسنا»، بثرواتنا المالية والبترولية! ومن دون أن نسهم في الابتكارات والاختراعات، مع ما أعطانا الله من مواهب وذكاء ونبوغ، فصرفنا معظمها في قرض الشعر الشعبي والفصيح، أو كتابة الروايات، بينما الملك يبتعث مئات الألوف لأصقاع المعمورة، فينبري أحدهم ليقول على الأشهاد: «لا تحلموا بوظائف الميري، ما لكم إلا القطاع الخاص؟»، ناسفاً بذلك طموحاتهم! ومن دون أن يرد عليه أحد بأن القرارات السامية لأجل الوطن بلا استثناء (عام أو خاص)، فالعائد من البعثات مرحَّبٌ به في كل القطاعات! وعلى كل مسؤول أن يتنبه لما يقول! لأن خادم الحرمين يعرف ماذا يفعل، وعلينا أن نسير على خطاه، لا أن نتنكب الخطى. وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا إمرة الأرض اغتصابا وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ياسين البهيش - جدة [email protected]