اقتربت الاحزاب اليمنية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، والمعارضة له ضمن تحالف «اللقاء المشترك»، من الوصول الى صيغة حل بعدما زادت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا من ضغوطها على الطرفين. وامس اصدرت احزاب المعارضة بياناً، قد يكون «خريطة طريق» تمهد لحل الازمة وزيادة اللحمة بين الشمال والجنوب، تتلخص بنوده في اعلان الرئيس تنحيه عن منصبه على ان تنتقل سلطاته وصلاحياته لنائبه، الذي عليه اعادة هيكلة الأمن القومي، والأمن المركزي، والحرس الجمهوري، بما يضمن تأديتها لمهامها وفقاً للدستور والقانون «تحت قيادات ذات كفاءة ومقدرة ومهنية بعيداً عن معايير القرابة والمحسوبية»، على ان تخضع لسلطة وزارتي الداخلية والدفاع. ورأت ان يتم التوافق مع الرئيس الموقت على صيغة للسلطة خلال الفترة الانتقالية ترتكز على تشكيل مجلس وطني انتقالي تمثل فيه كل الاتجاهات والقبائل وشباب الساحات ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والمرأة على أن يشمل كل مناطق اليمن. وسيتولى هذا المجلس إجراء الحوار التي يجب ان تشارك فيه الأطراف السياسية في الداخل والخارج وتطرح فيه القضايا كافة للحوار على ان يتم التوصل إلى رؤية للإصلاحات الدستورية الكفيلة بتحقيق الحريات السياسية والثقافية وبناء الدولة المدنية الحديثة. واقترحت الاحزاب تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لصوغ مشروع الإصلاحات الدستورية في ضوء نتائج الحوار الوطني الشامل وتشكيل حكومة وحدة وطنية موقته تقودها المعارضة، وتتولى إضافة إلى مهامها الدستورية تسيير الأمور وتصريف الأعمال، وتثبيت الوضع الاقتصادي والمالي، والحيلولة دون المزيد من التدهور في المجالات كافة. ونص البيان على ان يتم تشكيل مجلس عسكري موقت تتمثل فيه كل تشكيلات القوات المسلحة وممثلون عن المتقاعدين قسرياً بعد حرب 1994 لتجسد وحدة ووطنية هذه المؤسسة لتقوم بدورها وواجباتها الدستورية باعتبارها «ملك للشعب كله ومهمتها حماية الجمهورية وسلامة أراضيها وامنها» بالإضافة إلى مهمتها الموقتة في حماية ثورة الشعب السلمية، والحفاظ على الأمن والاستقرار وصون كيان الدولة. واورد البيان آليات عن الانتخابات والاستفتاءات المطلوبة والديموقراطية. ولم يصدر عن الرئيس، او الحزب الحاكم اي رد على البيان، على رغم ان الرئيس كان خاطب مناصريه صباحاً وشكرهم لدعمهم الدستور في علامة اخرى على انه لا توجد لديه خطط فورية للتنحي. وحيى صالح حشداً كبيراً امس على «موقفهم البطولي وشكرهم على دعمهم للشرعية الدستورية» وسط بحر من صوره ولافتات تؤيد استمرار بقائه في الحكم. وقال مسؤولون ان صالح، الذي خسر دعماً مهماً من مساعدين عسكريين وسياسيين وقبليين التقى امس ممثلين عن القبائل. في غضون ذلك قال اقارب الصحافي عبد الغني الشميري الذي خطفه رجال مسلحون، يُعتقد بأنهم قوات امن في وقت متأخر مساء اول من امس انه افرج عنه من دون ان يلحق به اذى. وكان الشميري يدير قنوات تلفزيونية بينها التلفزيون اليمني واستقال في الاونة الاخيرة من الحزب الحاكم.