أعلنت المعارضة الليبية استعادة قواتها السيطرة على مدينة البريقة، بعد أيام من المعارك في محيطها مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. واعتبرت رفض النظام عرضها لوقف النار «دليلاً على أن القذافي لا يريد السلام ويريد تكبيد الشعب أكبر قدر من الخسائر قبل أن يتنحى». ولم يتم التأكد من سيطرة المعارضة على البريقة (800 كلم شرق طرابلس) من مصدر مستقل، لكن جثثاً متفحمة لأكثر من سبعة من جنود القوات النظامية شوهدت على الطريق المؤدية إلى بلدة البريقة الجديدة التي تبعد بضعة كيلومترات عن البريقة، وإلى جانبها عشر سيارات مكشوفة تابعة للجيش محترقة على حافة الطريق وحفرة يبلغ قطرها خمسة أمتار وعمقها مترين، في مؤشر إلى أن قصفاً جوياً من حلف شمال الأطلسي استهدف قافلة آليات خفيفة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عدد من سكان البريقة أن الثوار استعادوا فعلاً هذه المدينة الصغيرة ويحاولون احتواء بعض القناصة المختبئين التابعين لقوات القذافي، غير أن المعارك على مشارف البريقة توقفت صباح أمس، ولم يسمع سوى هدير مقاتلات حلف شمال الأطلسي تحلق فوق المنطقة. لكن المعارضة التي تقدمت في الشرق تلقت ضربة في مصراتة، معقلها الأخير في الغرب، مع تكثيف القوات الموالية للقذافي قصف المدينة، ودخولها الى وسطها. وأكد سكان أن الجيش قام بقصف مدفعي كثيف على المدينة، قبل ان تدخل قواته الى وسطها وهاجمت المتاجر والمساكن فيه. وبعد أسابيع من القصف والحصار، يبدو أن القوات الحكومية تضعف تدريجاً قبضة المعارضة على المدينة، رغم الهجمات الجوية على الأهداف التابعة للقذافي فيها. وقال ناطق باسم المعارضة إن جنود القذافي «استخدموا دبابات وقذائف صاروخية ومورتر وقذائف أخرى لقصف المدينة قصفاً عشوائياً وعنيفاً للغاية... لم نعد نميز المكان فالتدمير لا يمكن وصفه. إنهم يستهدفون الجميع ومنازل المدنيين. لا أعرف ماذا أقول. الله معنا». وهاجمت طائرات حربية غربية قاعدة جوية جنوب مصراتة حيث توجد القاعدة الرئيسة لقوات القذافي. وقال سكان إن سفينة حربية واحدة على الأقل تابعة للائتلاف الدولي ترسو قبالة الساحل. لكن سكاناً أعربوا عن إحباطهم المتزايد إزاء الهجمات الجوية للتحالف قائلين إنها لم تفعل شيئاً يذكر لمساعدة الوضع على الأرض. إلى ذلك، اعتبر الناطق باسم المجلس الانتقالي الوطني المعارض مصطفى الغرياني أن رفض القذافي عرض وقف النار المشروط يثبت أن الأخير «لا يريد السلام». وقال للصحافيين في بنغازي أمس: «إنه دليل على أن (القذافي) لا يريد السلام. إنه يريد تكبيد الشعب الليبي أكبر قدر من الخسائر قبل أن يتنحى». وقُتل تسعة من الثوار وأربعة مدنيين من طريق الخطأ مساء الجمعة في غارة جوية للحلف الأطلسي قرب البريقة. وقال مسؤول الاتصال بالمعارضة في أجدابيا عيسى خميس إن طائرة للتحالف شنت غارة على بعد حوالى 15 كلم شرق البريقة استهدفت فيها خمس أو ست آليات بينها سيارة إسعاف، بعدما أطلق أحد الثوار النار فرحاً من بندقيته الرشاشة. وأعلن الحلف الأطلسي أنه يحقق في هذه المعلومات، لكن من دون فتح تحقيق رسمي.