أكد الثوار الذين يحاربون قوات النظام الليبي في الشرق أنهم حققوا تقدما، أمس، ويسيطرون على مصب البريقة النفطي بعد معركة شديدة استمرت ثلاثة أيام. وأكدت مصادر أن الثوار استعادوا فعلا هذه المدينة الصغيرة ويحاولون احتواء بعض القناصة المختبئين التابعين لقوات العقيد معمر القذافي التي تراجع معظمها نحو الغرب. ويحذر خبراء ودبلوماسيون في الأممالمتحدة من أن أي مشروع لتسليح المحتجين الليبيين سيتحول بالتأكيد إلى حقل ألغام دبلوماسي وهو ما يدفع دول التحالف إلى عدم الدعوة إليه علنا. «الكثير من الدول ستعارض أي محاولة لتفسير القرار 1973 على أنه يسمح بتسليم الأسلحة». توقفت المعارك على مشارف البريقة حيث لم يسمع سوى هدير مقاتلات حلف شمال الأطلسي تحلق فوق المنطقة، بعد أن ظلت المنطقة مسرحا لمواجهات عنيفة منذ ثلاثة أيام بين القوات الموالية للقذافي والثوار. وعلى بعد نحو 100 كلم غربا، لا تزال جبهة أخرى مشتعلة في مصراتة «200 كلم شرق طرابلس» التي يسيطر عليها الثوار ويستهدفها قصف دبابات وقذائف قوات القذافي. وقال الثوار إن هذا القصف تسبب في سقوط 28 قتيلا. وقتل تسعة من الثوار وأربعة مدنيين عن طريق الخطأ في غارة جوية لحلف الأطلسي قرب موقع البريقة النفطي شرقي ليبيا «نيران صديقة»، وفق ما أفاد مسؤول مدني بحركة التمرد في إجدابيا. «شنت طائرة للتحالف غارة على بعد 15 كلم شرق البريقة استهدفت فيها خمس أو ست آليات بينها سيارة إسعاف، وذلك بعدما أطلق أحد الثوار النار فرحا من بندقيته الرشاشة. كان ذلك خطأ من المتمرد، لأن الطائرات اعتقدت أنها تتعرض لإطلاق نار، فردت بالمثل على القافلة». وأضاف أن تسعة من المسلحين لقوا مقتلهم في هذه الغارة إضافة إلى ركاب سيارة الإسعاف، وهم السائق وثلاثة طلاب يدرسون الطب من بنغازي. وأعلن الحلف أنه يتحرى حول هذه المعلومات، وإنما دون فتح تحقيق رسمي بذلك. وجاءت الضربة على الطريق نفسها بين البريقة وإجدابيا قبيل أو بعد هجوم جوي آخر ضد قافلة للجيش الموالي للقذافي وأدى إلى مقتل سبعة جنود من الجيش الليبي ودمر نحو عشر آليات. وبعد أن أبدى رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل استعداد الثوار احترام وقف لإطلاق النار شريطة أن توقف قوات القذافي هجومها على المدن التي يسيطر عليها الثوار وتسمح للمواطنين المقيمين في غرب البلاد بحرية التعبير، ضربت طرابلس هذه الشروط بعرض الحائط، ووصفتها بأنها «ضربا من الجنون» ويستحيل تطبيقها. «إنهم يطلبون منا أن ننسحب من مدننا. إذا لم يكن هذا ضربا من الجنون، فأنا لا أعرف ماذا أسميه؟!»، حسب المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم. وأضاف «لم يقترح المتمردون السلام أبدا، بل هم يقترحون طلبات مستحيلة». من جهة أخرى، أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي بدأ يسحب مقاتلاته وصواريخه من مسرح العمليات العسكرية في ليبيا. وتريد أمريكا كما سبق أن أعلنت الاكتفاء بدور المساند بعد أن تولى حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات التي كان يشرف عليها منذ 19 مارس تحالف تشكله أمريكا وفرنسا وبريطانيا .