في أول اطلالة علنية مشتركة بين أكبر حركتين متمردتين في دارفور عقب توقيعهما في الدوحة قبل أيام ميثاقاً ل «التنسيق المتقدم» وجه رئيس «حركة التحرير والعدالة» التجاني السيسي وأمين العلاقات الخارجية في «حركة العدل والمساواة» جبريل ابراهيم انتقادات شديدة الى الحكومة السودانية في شأن تصريحات أصدرها مسؤولون حكوميون اتهموا فيها الحركات الدارفورية بأنها تقاتل الى جانب العقيد معمر القذافي، فيما اتهم ابراهيم الحكومة بالسعي لاغتيال زعيم «العدل والمساواة» في ليبيا. ورأى السيسي في ندوة شارك فيها جبريل في قطر أن تلك التصريحات «هدفها البطش بأبناء درافور في المهجر بعدما تم البطش بهم في دارفور في المرة الأولى»، واعتبر أن «القضية الليبية داخلية، ولا توجد حركات لنا في ليبيا» لافتاً الى أن «بعض أبناء دارفور هرب من الحرب في الاقليم الى ليبيا أو طلباً للعيش الكريم في بلد مضياف»، وشدد على أن «أبناء دارفور ليسوا مرتزقة، ومن كانوا في ليبيا ليسوا مرتزقة». من جهته أكد مسؤول العلاقات الخارجية في «حركة العدل والمساواة» إن «مسؤولي الحكومة السودانية سعوا الى احداث وقيعة بين مواطني ليبيا والسودان»، وأوضح ان «عدم وجود اي فرد يحمل السلاح من حركة العدل أو حركات أخرى في ليبيا». واتهم جبريل الحكومة السودانية ب «السعي لاستغلال الظروف في ليبيا لاغتيال (زعيم حركة العدل والمساواة) خليل ابراهيم». يشار الى أن خليل وصل الى ليبيا قبل أشهر بعدما منعه الرئيس التشادي ادريس ديبي من المرور في تشاد الى مواقع تسيطر عليها الحركة في دارفور حيث أقلته الطائرة من مطار العاصمة التشادية الى طرابلس بعد موافقة ليبية على استضافته. واتهم السيسي وابراهيم الحكومة السودانية ب «عدم الصدقية، وعدم وجود ارادة حقيقة لديها لتحقيق سلام عادل وشامل» وحمّلا سياسات الحكومة السودانية مسؤولية انفصال جنوب السودان. وفيما أكد السيسي «استمرار التفاوض مع الحكومة السودانية لأن لدينا اهدافاً ينبغي تحقيقها»، قال ابراهيم إن «رياح التغيير قادمة» الى السودان «وسنسعى لاعانة شعبنا للقيام بهذا الدور» مشيراً الى ان «الرياح التي اكتسحت المنطقة لن يسلم منها نظام طارئ».