أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أن السعودية هي القلب النابض لدول مجلس التعاون الخليجي، وهي البعد الاستراتيجي لكل الدول العربية والإسلامية، وليس غريباً عليها أن تنتصر لقضايا أبناء جلدتها وأبناء دينها وذلك في ردها أول من أمس على التصريحات الإيرانية الأخيرة. وقال الوزير ل «الحياة» أمس: «إن مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون مرفوض، ولا يمكن أحداً أن يسكت عليه، والتآمر على أمن الخليج والاستقرار يجب التصدي له بكل قوة». وعما إذا كانت هناك رؤية خليجية موحدة أعلنتها دول المجلس تجاه ما كشفته الكويت عن خلية التجسس الإيرانية قال: «نعم، وهي ليست محل شكوك إطلاقاً». وعن الأنباء التي كشفتها وسائل الإعلام الكويتية عن ثماني شبكات تجسس إيرانية أخرى تتبع للحرس الثوري الإيراني، قال وزير الخارجية الكويتي: «أعتقد أن ما نُشر واضح جداً بما فيه الكفاية، وسيخرج هناك مزيد من المعلومات عن هذا الأمر، وما نشر جزء من حيثيات المحاكمة والأمور بعدها مهمة جداً». واعتذر عن التعليق حول ما إذا كانت هذه الشبكات مرتبطة بخلايا في دول الخليج الأخرى. وعن اجتماع وزراء خارجية دول الخليج في الرياض اليوم وعما إذا كان سيناقش تطورات الأوضاع في الكويت والخروج برؤية موحدة تجاه السياسة الإيرانية على تدخلاتها الأخيرة في شؤون الخليج قال: «اجتماع الرياض اليوم سيناقش كل الأمور والملفات من دون استثناء، ومن خلاله ستتضح الرؤية بوضوح في شأن هذه الأحداث». وكانت الأمانة العامة لمجلس التعاون أعلنت أمس عقد وزراء الخارجية في دول المجلس اجتماعاً استثنائياً اليوم (الأحد) في مقر الأمانة، للبحث في التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة العربية. وقالت الأمانة في بيان، إن وزراء خارجية دول التعاون الست سيناقشون خلال اجتماعهم «التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة العربية والمنطقة في شكل عام، إضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية». ومن المتوقع أن يبحث الوزراء المجتمعون تطورات الأوضاع الداخلية في البحرين، التي بدأت تشهد تحسناً بعد الاحتجاجات التي شهدتها أخيراً. يذكر أن الاجتماع الاستثنائي سيكون أول اجتماع يعقد بحضور الأمين العام الجديد للمجلس عبداللطيف الزياني، بعد تسلمه مهام منصبه الجديد أول من أمس (الجمعة). وكان مصدر رسمي سعودي أعرب ليل الجمعة عن بالغ الاستنكار والاستهجان للتصريح غير المسؤول «الصادر عما يسمى بلجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني»، الذي نعت فيه السياسة السعودية باللعب بالنار في منطقة الخليج، وطالب المملكة بسحب قواتها من البحرين. وقال المصدر (واس) إن بيان اللجنة تجاهل عن سابق إرادة وتصميم حقائق التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة وانتهاك سيادتها واستقلالها، ومحاولات إثارة الفتن والقلاقل على أراضيها، في سياسات عدوانية تضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار، وآخرها التدخل الإيراني السافر في دولة الكويت الشقيقة بشبكة تآمرية مرتبطة بعناصر رسمية إيرانية. وأضاف المصدر أن «مروّجي هذه الأكاذيب نسوا أو تناسوا عمداً أنه ليس من حق إيران انتهاك سيادة مملكة البحرين، أو إقحام أنفها في شؤونها أو شؤون أي دولة خليجية، أو محاولة مصادرة حق البحرين المشروع في الاستعانة بقوات درع الجزيرة الخليجية، التي تكفلها لها اتفاقات دول مجلس التعاون وتمنحها الحق في الاستعانة بقوات درع الجزيرة مثلها مثل بقية دول المجلس الأخرى، وذلك لحفظ الأمن والسلام وحماية الشعب البحريني ومكتسباته».