طوكيو – رويترز، يو بي أي، أ ف ب - أعلنت شركة طوكيو إلكتريك باور (تيبكو) التي تدير محطة فوكوشيما دايتشي النووية أمس، انها اكتشفت تسرباً لمياه مشعة إلى مياه البحر من تصدع في الغلاف الخرساني في المفاعل الرقم 2 في المحطة المنكوبة يقدّر ب20 سنتيمتراً. ورجّح مسؤولون في «تيبكو» أن يكون هذا الشرخ هو مصدر التلوث الإشعاعي الذي ظهر أخيراً في مياه البحر قبالة الساحل الشمالي الغربي لليابان. وأوضحت الشركة ان مستوى الاشعاع في الغلاف الخرساني بلغ ألف ميليسيفرت في الساعة. ولم يتضح ما اذا كان الماء المشع قد تسرب من المفاعل ذاته، كما لم تتضح كمية الاشعاع التي تسربت من التصدع الى مياه البحر. وقال هيديهيكو نيشياما نائب المدير العام لوكالة الأمن الصناعي والنووي في مؤتمر صحافي أن «تيبكو» تستعد لصب خرسانة في الغلاف لسد الشرخ ووقف التسرب. وزاد: «مع ارتفاع مستويات الإشعاع في مياه البحر قرب المحطة نحاول تأكيد السبب. نجري فحوصاً على عينات من المياه المتسربة ومن البحر قرب المحطة، وليس في مقدورنا أن نجزم الأمر إلا بعد درس النتائج». كذلك أعلنت «تيبكو» أن استعادة أنظمة تبريد المفاعلات في محطة فوكوشيما قد تستغرق وقتاً على رغم العمل المستمر للتوصل إلى ذلك من خلال تدوير كميات ضخمة من المياه. وأشارت إلى أنه يتم الآن صبّ مياه عذبة في شكل مباشر إلى المفاعلات وأحواض قضبان الوقود النووي المستنفد لتبريدها. وتدرس الحكومة اليابانية إمكان حفظ المياه الملوثة بمستويات مرتفعة من المواد الإشعاعية في منصة معدنية عائمة ضخمة أو في سفن حربية أميركية. وقدمت مدينة شيزوؤكا لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية منصة عائمة مجوفة لتخزّن فيها الماء، طولها 136 متراً وعرضها 46 متراً، فيما تجري الحكومة اليابانية مفاوضات مع الجيش الأميركي حول إمكان تخزين المياه الملوثة موقتاً في ناقلتين أميركيتين استخدمتا لنقل المياه العذبة لتبريد المفاعلات في المحطة. وكانت الشرطة اليابانية أعلنت أمس أنه تم التأكد من مقتل 11800 شخص في الزلزال المدمر والتسونامي الذي أعقبه، فيما لا يزال 15540 شخصاً في عداد المفقودين. من جهة أخرى، زار رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان مركز عمليات إدارة الأزمة النووية التي تشهدها محطة فوكوشيما الرقم 1 المتضررة، وتفقد أيضاًَ المنطقة المنكوبة بالزلزال والتسونامي. وكان ناوتو تفقد من مروحية في 12 آذار محطة فوكوشيما للاطلاع على الأضرار التي لحقت بها. لكن نواباً انتقدوه بشدة على خطوته هذه، مشيرين إلى أنه بسبب تحليقه تأخرت عمليات طوارئ بالغة الأهمية بينها خصوصاً اطلاق بخار مشع لخفض الضغط عن المفاعل الرقم 1. وأمام البرلمان، دافع كان الثلثاء الماضي عن جولته التفقدية للمحطة النووية على متن المروحية، مؤكداً أنها لم تتسبب بأي تأخير لأعمال الإنقاذ. وتوجه كان على متن مروحية أمس إلى مدينة زيكوزنتاكاتا المعروفة بغاباتها الكثيفة وشواطئها الذهبية في مقاطعة إيواتي، التي تضررت كثيراً بالزلزال والتسونامي الذي أعقبه. وزار ملاجئ المهجرين وحاول تشجيعهم، واعداً بتقديم كل دعم ممكن إلى أن يستعيد الناجون حياتهم الطبيعية، كما تفقد الشوارع المتضررة كثيراً. وأكد كان أن الحكومة تفكر في تقديم دعم للصناعات المرتبطة بالبحار التي تضررت في شكل كبير، مثل مربي الأصداف. وتقع ريكوزينتاكاتا على بعد 400 كلم شمال شرقي طوكيو. وكان يبلغ عدد سكانها قبل الكارثة 25 ألف نسمة. وقتل منهم 1049 بينما لا يزال 1253 مفقودين بعد أربعة أسابيع من وقوع الكارثة.