أكد رئيس مجلس النواب (البرلمان) المصري الدكتور علي عبد العال خلال لقاءاته مع برلمانيين ومسؤولين أميركيين في واشنطن، أن تخفيض المساعدات الأميركية المقدمة إلى مصر يضر بالعلاقات بين البلدين «في وقت يجب أن تدعم فيه الولاياتالمتحدة مصر في حربها ضد الإرهاب»، مشدداً على حرص مصر على إيجاد مجتمع مدني قوي، ملمحاً إلى إمكان تعديل قانون الجمعيات الأهلية الذي أثار انتقادات أميركية. وقال: «القانون ليس قرآناً ويمكن تعديل بعض مواده». والتقى عبد العال أمس رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان، ورئيسي لجنة الأمن الداخلي مايكل ماكول، ولجنة الاستخبارات في الكونغرس ديفيد نونيز، وزعيمة المعارضة نانسي بيلوسي، وعدداً من أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي. وأكد عبد العال خلال لقائه رايان أن خفض المساعدات الأميركية إلى مصر لا يعكس مجرد خلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا، وإنما يضر بالعلاقات الثنائية ويعطي انطباعاً بأنها تعاني من عدم الاستقرار، في الوقت الذي يجب أن تدعم الولاياتالمتحدة مصر في حربها ضد الإرهاب. وكان الكونغرس الأميركي قرر في نهاية آب (أغسطس) الماضي خفض المساعدات الأميركية الاقتصادية إلى مصر، وإرجاء جزء من المساعدات العسكرية، بدعوى «القلق الأميركي من ملف حقوق الإنسان». وقابلت مصر القرار آنذاك بالتحذير من تداعياته السلبية. ونقل بيان لمجلس النواب المصري عن عبد العال قوله، إن «الهدف الأساسي من قانون الجمعيات الأهلية هو ضمان ألا تذهب أموالها إلى تمويل الإرهاب، خصوصاً أن العديد من هذه الجمعيات تجمع أموالاً كثيرة تحت شعارات تتستر بالدين»، لافتاً إلى أن أي سلبيات سيكشف عنها تطبيق القانون الذي لم تصدر لائحته التنفيذية بعد، ستتم معالجتها على الفور. من جانبه، أكد رايان دعم الولاياتالمتحدة لمصر في حربها ضد الإرهاب، مشيداً بدورها في تهدئة الاضطرابات في الشرق الأوسط. واقترح عبد العال على رايان إنشاء جمعية صداقة برلمانية بين البلدين، وإقامة حوار مستمر يعالج أي اختلافات في وجهات النظر حول أهم القضايا المشتركة. وشدد عبد العال في لقائه مع رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس ديفيد نونيز على أهمية تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين مصر والولاياتالمتحدة وتوظيفه لمواجهة الأخطار المهددة لأمن البلدين وفي مقدمها خطر الإرهاب والتطرف. وأعرب عن تعازيه والشعب المصري للجانب الأميركي في ضحايا العملية الإرهابية الأخيرة في نيويورك. ووصف رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأميركي مصر ب «الشريك الاستراتيجي المهم والفاعل للولايات المتحدة الأميركية»، معرباً عن تقديره لدور مصر في الشرق الأوسط. وأشار بيان مجلس النواب إلى أن عبد العال ورئيس لجنة الأمن الداخلي في الكونغرس مايكل ماكول بحثا في التعاون في مكافحة الإرهاب. وأكد ماكول تفهمه للمواجهات الأمنية الحاسمة التي تقوم بها مصر في مواجهة الإرهابيين، والفكر المتطرف المغذي للأعمال الإرهابية، سواء من خلال مبادرة الرئاسة المصرية لتجديد الخطاب الديني، أو الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الأزهر. وناقش عبد العال خلال لقائه مع أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي قضايا أمنية تهم الجانبين، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وأهمية الحل السياسي للأزمتين السورية والليبية، مؤكداً عدم وجود أي علاقات تعاون عسكري مع كوريا الشمالية. وذكر بيان البرلمان أن زعيمة المعارضة نانسي بيلوسي أبدت تفهمها للقلق المصري من تمويل الإرهاب، مع تأكيدها ألا يؤثر ذلك في حرية الجمعيات الأهلية العاملة في مصر. وحول استفسارها عن وضع الأقباط في مصر، أكدت النائبة ماريان عازر بوصفها نائبة قبطية أنه «لا توجد أية معاملة تمييزية ضد الأقباط». وقالت: «الكل مسلم ومسيحي يعيش تحت مظلة الوطن، كمواطنين متساوين في الحقوق والحريات، نت دون أية تفرقة في أي مجال».