كشف المدير العام لإدارة الشؤون الدولية في هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك عن عزم الهيئة إطلاق برنامج جامعي للسجناء السعوديين في الخارج، يمكّنهم من مواصلة تعليمهم في جميع المستويات التي توقفوا عندها فور اعتقالهم، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات خاصة لهم تضم أوضاعهم الصحية والنفسية والحقوق التي حصلوا عليها، وذلك بإشراف إدارة الهيئة. وأضاف في حديثٍ إلى «الحياة» أن ملف السجناء السعوديين في الخارج بدأ يتحرك أكثر من أي وقت مضى إلى الأفضل بناء على التأكيدات التي تلقتها الهيئة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي. وذكر أن مشروع زيارة السجناء السعوديين في الخارج الذي أعلنته الهيئة أخيراً بدأت الهيئة فيه بمراحل تدريجية للوصول إلى الزيارة الميدانية بدءاً من تحديد أماكن المعتقلين السعوديين، ومن ثم مرحلة الاتصال الهاتفي وتبعها الاتصال المرئي، إلى أن تتم زيارات الأهالي لأبنائهم في أماكن اعتقالهم. فإلى نص الحوار: ما آخر المستجدات في ملف السجناء السعوديين في العراق؟ - في الحقيقة بدأنا نشعر أن هناك تحركاً حدث في هذا الملف أفضل من السابق، من خلال التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث تم التأكيد لنا أخيراً على تسلم الملف من وزارة الشؤون الإنسانية العراقية، وهذا الأمر سيجد التحرك الكامل والاهتمام الأكبر، ونحن في الهيئة متفائلون جداً بتطور الأوضاع في المستقبل القريب. لدينا في هيئة الهلال الأحمر السعودي قوائم خاصة نحدثها بشكل شبه شهري بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والوقوف على أوضاعهم النفسية أو الاجتماعية. هل هناك اتفاق واضح مع الجانب العراقي على الاطمئنان على أوضاعهم بشكل أكبر؟ - هناك دور رئيسي مناط لجميع الهيئات الوطنية والهلال الأحمر في العالم بالزيارة والاطلاع ومعرفة أوضاع السجناء، ونحن في السعودية نعمل وفق الأنظمة الدولية التي يرعاها اتفاق جنيف، إذ إن الحركة الدولية تسعى إلى رفع المعاناة عن السجناء وتطبيق أنظمة الرعاية الطبية والاجتماعية للسجين وضمان حريته في التواصل مع ذويه عبر الهاتف والرسائل النصية وغيرها، والمملكة وقعت على القوانين والبرتوكولات في اتفاقات جنيف. هل فعلاً الرسائل المرسلة من وإلى السجناء السعوديين في الخارج تصلهم رسمياً؟ - نعم، سبق أن وفقنا على مراحل في إرسال بعض الرسائل والمواد العينية والغذائية إلى بعض السجناء، ليس في العراق فقط، وإنما في بعض السجون الدولية في غوانتانامو وباجرام وغيرها، وتم الاطمئنان على وصولها بالتنسيق مع اللجنة الدولية. وكانت أغلبية الهدايا المرسلة من ذوي السجناء إلى أبنائهم في المعتقلات سجادات للصلاة، ونسخ من القرآن الكريم، وبعض الكتب الثقافية ومواد غذائية مثل التمور، كون النظام الدولي يسمح بأن يكون الهلال الأحمر أو اللجنة الدولية الصليب طرفاً في الإرسال والتسليم. لديكم مشروع تعليمي تنوون البدء فيه، يختص بإكمال السجناء السعوديين في الخارج دراساتهم الجامعية، ما فكرة المشروع؟ - في الحقيقة إننا في الهلال الأحمر السعودي رأينا ضرورة إسداء خدمة وطنية للسجناء السعوديين في الخارج بإشغال أوقات فراغهم بما يفيدهم، والاستفادة من أي مشروع يعود عليهم بالنفع حيال خروجهم من المعتقلات، فطرحت فكرة مشروع إعطائهم برنامجاً تعليمياً لإكمال دراساتهم الجامعية على مختلف مستوياتهم، ونسعى إلى تحقيق ذلك قريباً. ووجدنا أن هذا الأمر سينمي مواردهم الفكرية، ويشغل أوقات فراغهم بشيء مهم، وهذا الأمر تكفله جميع الأنظمة الدولية وهو من حقوق السجناء، وقد يكون تنفيذ هذا المشروع بواسطة التعليم عن بعد. تنسقون مع من في هذا المشروع التعليمي؟ - البداية ستكون مع الجامعات السعودية التي تكون تحت مظلة التعليم العالي، خصوصاً أنها الخيار الأول بالنسبة لنا، وقد يكون غير متوافر لدى بعض جامعات التعليم عن بعد، وسنتولى نحن من طرفنا الدعم من خلال إيصال المناهج والمراجع المعلومة، والتواصل سيكون كما هو معتاد بالنسبة للإرساليات العادية والبسيطة بمساهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. هل هناك مشاريع أخرى مقبلة في الشؤون الدولية لديكم لخدمة السجناء؟ - نسعى حالياً إلى تطوير العلاقة بالسجين، ونركز أن نلعب دوراً فكرياً وحيوياً في خدمته، ونعمل أيضاً على إعادة تنظيم الداخل في الإدارة الدولية، وهناك عمل يجري على استحداث برنامج حاسب آلي نستطيع من خلاله أن نتابع أوضاع السجناء السعوديين في الخارج، متابعتهم إلكترونياً وبرنامج موحد، وهناك زيارة من وفد الهلال الأحمر للجنة الدولية لبحث هذا الأمر بحيث نشترك في قواعد بيانات توفر لنا جميع المعلومات الخاصة عن السجناء السعوديين في الخارج، وأوضاعهم الصحية والنفسية وحالتهم ومدة محكوميتهم وظروفهم، والحقوق التي منحت لهم وربطها مع عائلاتهم. هل ستصبح في ما بعد مراسلات بينكم وبين السجناء؟ - نعم، السجين سيكون مرحلة أخرى، لكن المعنيين في الصليب الأحمر بزيارة السجناء سيدخلون هذه التقارير ولقاء مباشر وإدخال البيانات الخاصة لكل سجين ووضعه الصحي والاجتماعي وما يمت للسجين بصلة، وبناء معلومات كاملة عنها. أنتم لديكم نشاط في ثلاثة سجون تقريباً على مستوى العالم، هل لديكم النية إلى التوسع في هذا الأمر مع السجون الموجودة في الدول العربية؟ - هناك مساع لذلك، ولكن هذا الأمر يتطلب الاستعداد من الطرفين، وهناك بعض السجون ليست على اتصال مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونعمد في هذه الحالة على الاتصال بالجهات الرسمية في المملكة والدول الأخرى، وهذه تستغرق وقتاً أكبر، ونركز دوماً على السجون البعيدة. هل لديكم عدد محدد للاتفاقات المبرمة مع الدول لمتابعة أوضاع السجناء السعوديين؟ - نحن نستفيد من الاتفاق الدولي، الذي يعقد في جنيف ويجدد كل أربعة أعوام، وهو عبارة عن الحكومات والجمعيات في الهلال والصليب لوضع أجندة للأربعة الأعوام المقبلة. هل لديكم نية لإرسال وفود طبية من الهلال الأحمر للسجناء السعوديين في الخارج؟ - هناك رعاية طبية من إدارة السجون تمنح للسجناء، ويتم من خلالها التأكد من وضعهم الصحي، ومتى ما وجدنا نقصاً في الخدمة الإسعافية المقدمة للسجناء، فإننا نخاطب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كون ذلك من صميم أعمالها.