شارك عشرات آلاف المصريين في تظاهرات شملت محافظات عدة، للمطالبة بتسريع وتيرة تنفيذ الإصلاحات التي دعت إليها الانتفاضة الشعبية التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك، ومحاكمة عدد من رموز النظام، في محاولة للتذكير بقوة الشارع، رغم غياب أنصار «الإخوان المسلمين». ورفعت التظاهرات الأكبر منذ الاحتفالات بتنحي مبارك، لافتات تنتقد تباطؤ الحكومة في محاكمة الرئيس السابق ورؤوس نظامه، ورددوا هتافات تطالب بحل الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم سابقاً وتعترض على إشراك أحد قيادييه في جلسات الحوار الوطني الذي بدأته الحكومة الانتقالية قبل أيام. ومنح المتظاهرون الحكومة أسبوعاً مهلة لتنفيذ مطالب، أبرزها محاكمة الرئيس السابق ونجله جمال، ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف المتهم بالتورط في قتل متظاهرين، ورئيس ديوان الرئاسة زكريا عزمي، ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور. وقال ل «الحياة» محمد عادل الناطق باسم «حركة 6 أبريل»، وهي إحدى ثماني حركات دعت إلى التظاهرات: «سنمهل الحكومة أسبوعاً لتنفيذ مطالب الثورة وحلّ الحزب الوطني، قبل أن نقوم بإجراءات تصعيدية قد تصل إلى الاعتصام للمطالبة بإقالتها». وردد المتظاهرون هتافات ضد مشروع قانون تجريم الاعتصامات والإضرابات الذي تقدمت به الحكومة. ورأى إمام مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين، الذي ألقى خطبة الجمعة في التحرير، أن «هناك تباطؤاً في إجراءات محاكمة الفساد». وتساءل: «لماذا هذا التباطؤ؟ هم معروفون بالاسم وجرائمهم معروفة للجميع... ما يقوله الثوار هو ما يجب أن يتم الأخذ به». وتجمع آلاف في الإسكندرية، مرددين هتافات تطالب بمحاكمة مبارك ورجاله. وذكرت وكالة «رويترز» أنهم رددوا هتافات بينها: «يا مشير ساكت ليه؟ انت معاهم ولا إيه؟» و «يا مشير قول الحق، انت معانا ولا لا»، في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد. أما في السويس، فشارك نحو 1500 شخص في مسيرة مرددين هتافات تقول: «القصاص القصاص، مش هنسكت تاني خلاص»، و «مسرحية مسرحية، العصابة هي هي»، و «المحاكمة المحاكمة، العصابة لسه حاكمة». ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات: «لا للقوانين المقيِّدة للحريات».